نشر بتاريخ: 11/10/2015 ( آخر تحديث: 11/10/2015 الساعة: 11:00 )
الكاتب: رامي مهداوي
ما يعيشه الشارع الفلسطيني هذه الأيام هو ليس فقط انتفاضة على الاحتلال؛ بل أكثر من ذلك بكثير لدرجة بأن البعض اختفى واندثر وكأنه غير موجود جسدياً أو حتى بتصريحات بلغة الكلام لأنه لا يريد أن يخسر بمفهوم الربح والخسارة المستقبلية السياسية، أضع هنا في هذا المقال بعض المشاهدات التي تابعتها، مع تحليل واستفسارات سيعارضها البعض ويتفق البعض الآخر، كمحاولة لفهم الواقع الذي يحيط بنا وليس لمحاولة التدمير والتذمر من جوانب مختلفة.
القيادة الحالية لكافة الفصائل هي الغائب التائه عن ما يحدث لأسباب لن أخوض بتفاصيلها_ فهي بحاجة لمقال أو مشروع بحث للحصول على شهادة الدكتوراة_ وما يقوم به الجيل الجديد للشارع الفلسطيني هو التمرد على كل الأبويات والبطريركيات الحزبية، وهذا ما يقوم به فعل الميدان وليس الكلام بتوحيد الدم دون تفرقته بعكس الأبوية الحزبية التي أصبحت متحجرة على ذاتها ويقاتلون ذاتهم بذاتهم فانفصلوا عن روح الشارع، ولا يتقنون سوى التبني والبيانات وكلمة هنا وكلمة هناك.
الفعل الفردي للشهداء، هو قرار شخصي بمحض الإرادة الذاتية وبكامل الإيمان العقلي للشهيد وبقناعة تامة لفعل الفعل، إذن لم تقم هذه الفصائل بإعداد وأمر وتخطيط وتجهيز المنفذ الذي وهب روحه للوطن وليس للفصيل أو لشخص ما، فكل ما كلف الفدائي/الشهيد هو قرار ذاتي وأداة ثم معاينة للموقع ثم الفعل. لهذا على من يتسارع بالتبني وطباعة البوسترات والكلام على وسائل الإعلام أن يرتقي ويسمو سمو الشهيد. وهنا يجب أن تعترف جميع الفصائل بأنها ليست هي من تقود الفعل وعليها أن لا تحاول أن تركب موجة الفعل. بل أن تتعلم كيف لها أن تضم وتحتضن ابناؤها الذين هربوا/ سيهربون/يهربون منهم وأن لا تتراجع وتنتهي وتكتفي فقط بركب موج وشلال الدم الأطهر منا جميعاً ليتم التفكير فقط بالشباب الفلسطيني كونه "كيس دم" او مجرد رقم لرفع شعبيتهم المنخفضة؟!
وهنا الجميع يسأل هل هذه انتفاضة ثالثة؟! وهل ستكون هناك رابعة؟! خامسة؟! الشارع الفلسطيني هو وحده من يقرر حسب رأيي وليس القيادة التي مازلت أجهل أين هي من كل ما يحدث حتى البعض الذي يحب ويعشق الكاميرا لم يظهر حتى الآن وكأنهم يصطادون الوقت المانسب للظهور، لهذا لا يجب استغلال الشارع، بل وأيضاً يجب وضمن مسؤولية ما تبقى من القيادة ان تقود وأن تتحدث لشعبها أولاً وأخيراً تتحدث لها بصراحة، أين نحن الآن؟! وما نستطيع أن نحققه؟! وهل نستطيع أن نحققه؟ وكيف نحققه؟ دون الكذب وحذاري من الكذب على شلال الدم لأنه لا يوجد مجال للخطأ في هذا الوقت، وخير مثال على ما أقوله لا يجب أن يصرح بعض "الأشخاص" _حتى لو كانوا لهم مسميات ما_ تصريحات وكأنهم من كوكب آخر، هذا يضرب مصداقية السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وبالأخص المساس بمصداقية السيد الرئيس وخصوصاً بعد كلمته الأخيرة في الأمم المتحدة.
سأنتقل الى زاوية أخرى وهي الإعلام من زاوية الإعلام الإلكتروني فقط لا غير، المتابع للإعلام الإلكتروني يجد بأن بعض وسائل الإعلام الإلكترونية أيضاً تسعى لركوب الموجة عن قصد أو/و من غير قصد، لأسباب أجهلها قد يكون منها عدم الكفاءة المهنية، محاولة للحصول على أكبر عدد من المشاهدات والإعجاب على صعيد الفيسبوك والتويتر واليوتيوب بالتالي إعلانات وأرباح، أو من أجل إثبات حضور إعلامي متميز دون الاكتراث لتبعيتها وما سيؤثر ذلك من مصداقية على ذاتها كمؤسسة إعلامية وما سيصيب النسيج الاجتماعي من آثر قصيرة وبعيدة المدى.
مما أدى الى نتائج عكسية أصابت الفعل، الشهيد، الضحية، العائلة بالتالي الى اهتزاز مصداقية ما يحدث وتقوية دعاية الاحتلال الكاذبة، فأعطينا تبريرات للاحتلال بقتلنا، مما جعل شهيدنا يستشهد مرتين؛ الأولى برصاص العدو والثانية بتداول أو/و خلق قصة كاذبة. فكم من شهيد صعد الى السماء ضمن رواية "محاولة طعن" رغم أن الفيديو والصور تثبت عكس ذلك. وعلى صعيد الصورة والخبر، البعض يتقن استخدام البهارات وهو لا يدرك بأن الحقيقة ليست بحاجة الى بهارات من اختراعه، مما جعل البعض يشوه الكلمة ويصطنع الصورة مما أوقعهم بالمحظورات الوطنية مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الآخر رغم كذب روايته يتم تصديقه على الصعيد الدولي والمحلي. علينا جميعاً أن نقف بوجه كل من يريد ركوب الموجة مهما كان فرد أو مؤسسة وحتى حزب، لأن من يقدم روحه للوطن لا يقدمها لرفع أسهم أي من كان، وهو ليس بحاجة الى بهارات وقصص خيال تنسج في عالم "الآكشن".