نشر بتاريخ: 12/10/2015 ( آخر تحديث: 13/10/2015 الساعة: 10:31 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
- خلال عشرة ايام فقط نجح شبان القدس في اصدار شهادة وفاة لاتفاقية اوسلو التي لا تشملهم ولا تحميهم ولا تقدم لهم أي شي باستثناء العزلة والفقر ونقص الخدمات واغلاق بيت الشرق ومنع استخدام مقار الوزارات الفلسطينية ، بل ان اوسلو التي اّذت الفلسطينيين كثيرا ، كانت أكثر اذى على اهل القدس من اية اتفاقية واي حرب وقعت منذ مئة عام . وان القدس جزء لا يتجزأ من الضفة الغربية ومن فلسطين .
- خلال عشرة ايام فقط نجح شبان الضفة في حفر قبر لاتفاقية اوسلو ، قبرا ضيقا يليق بها ، وبلهفة الشباب الحريص على الوطن اخذوا المبادرة ورموا جثة اوسلو في القبر .
- خلال خمسة ايام فقط نجح طلبة غزة وشبابها في القاء التراب والرمال فوق جثة اوسلو مرة والى الابد ، ولم يقرأوا الفاتحة عليها ، بل وضعوا فوقها هموم السنين وذكريات البؤس والحصار .
- خلال ثلاثة ايام فقط نجح شبان ال48 في اسقاط اسطورة الجدار وتحويله الى أكبر اضحوكة ، وانّي لارى شارون الان يتقلب في قبره من شدة الالم لما اّلت اليه الامور وكيف ان الجليل والمثلث والنقب جزء لا تجرأ من اي حل سياسي وان محاولة فصلهم وسلخهم ورفع الجدار بينهم وبين اخوتهم لا يعني سوى غباء النظرية الصهيونية .
- اثبتت الايام الماضية ان الوشوشة الفصائلية لا تكفي في صنع القرار ، وان على جميع القادة استمزاج رأي الجمهور واشراكهم في القرار ،سواء في غزة تحت حكم حماس او في الضفة تحت حكم منظمة التحرير . وان الانفراد بالقرار دون حاضنة شعبية ستجعل من القوى والفصائل منفصلة عن الواقع ومصدومة به وبنتائجه .
- لقد بدا واضحا ان فلسطين أنجبت جيلا جديدا ، وهو الجيل الذكي والمتصل بالانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التواصل النضالي ، وهم أذكى منا واكثر حرصا وأكثر صدقا ، ولا يمكن الادعاء باننا أصحاب خبرة وتجربة ونستغني عن التشاور معهم واشراكهم في القرار .
- القضية الفلسطينية لا تحتاج الى توضيح ، لان أي طالب سنة اولى علوم سياسية في اية دولة بالعالم يدرسها في الجامعة ، بل هي تحتاج الى حل سريع . وبالتالي فان الانتفاضة لن تقاس بعدد السنوات وعدد الضحايا وانما بالنتائج السريعة ، والمطلوب موقف صارم وحاسم وسريع ، فهذا عصر الحروب السريعة والخاطفة والنتائج الباهرة .
- نجح 25 شهيدا و1300 جريحا في انجاز ما لم ينجح به المفاوضون طول 20 عاما ، والفضل لهم دائما ان ينقشع الاحتلال ونصل الى الاستقلال والحرية من عبودية الاحتلال .
- ليس هناك أي مبرر لان يقلق احد من الغضب الشعبي الحاصل في فلسطين الان ، فهذا الغضب لا يهدد السلطة ولا يهدد حماس ولا منظمة التحرير وانما يهدد الاحتلال والبطش والابارتهايد . واذا كان هناك اية جهة تقلق مما يحدث فان الخلل فيها وليس في الغضب الشعبي .
- سيأتي الحكماء والوسطاء والشيوخ ، من كل الشروخ ، ويقولون للرئيس كف عن المواجهة وعد الى طاولة المفاوضات ، وهو الادرى بان اسرائيل لا تعطينا شيئا من خلال المفاوضات . وان كان ولا بد ان تكون هناك جلسات تفاوض فلتكن على الهواء مباشرة كما حدث في مفاوضات ايران وامريكا . وحينها ستخرج الجماهير لتستقبل المفاوض الفلسطيني وتحمله على الاكتاف كما فعلت جماهير طهران بالمفاوض ظريف .
- اسرائيل تحاول ان تظهر الغضب الشعبي على انه صورة داعشية لحرب السكاكين والذبح وهذا غير صحيح ، فالفلسطيني لم يهاجم بعد وانما يدافع عن نفسه وعن قدسه وعن الاقصى ، والدليل سقوط 25 شهيدا بينهم 8 أطفال و1300 جريح . فيما لم يقتل سوى اسرائيلي واحد و8 جرحى . ومن خلال الارقام يمكن ان نعرف من الذي يهاجم ومن الذي يدافع .
- الانتفاضة الفلسطينية ليست قضية خلافية مثل بوكو حرام أو داعش ، بل هذه قضية فلسطين والقدس وهي أعدل قضية ... والجماهير لن تنزل الى مستوى اقناع اسرائيل ، بل على اسرائيل ومن معها ان يرتقوا الى مستوى الغضب الشعبي .
- الجمهور الاسرائيلي مضلل ومنوّم مغناطيسا ولا يزال يعتقد اننا نحن الذين نهاجمه ، ولا يريد ان يفهم اننا ندافع عن انفسنا ، وان وزراءنا وقادتنا ونواب برلماننا في زنازين السجون ، وان رئيسنا لا يتحرك من مكتبه من دون تصريح من الحاكم العسكري ، وان جيلا كاملا في فلسطين لا يعرف ما هو البحر ، ولم ير طوال حياته سفينة او قطار .
- الرئيس وخلال لقائه امس مع امناء سر حركة فتح وجه رسالة مهمة للجماهير الفلسطينية مفادها : أن حركة &
39; ستظل العمود الفقري للثورة الفلسطينية، وتقود النضال التحرري بالمقاومة السلمية الشعبية، وتتمسك بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ومعنى ذلك هو ( قضي الامر يا شباب ولا عودة الى ما كنا عليه ) .