نشر بتاريخ: 16/10/2015 ( آخر تحديث: 16/10/2015 الساعة: 15:08 )
الكاتب: جهاد حرب
(1) خطاب الرئيس متأخر ... ولكن
صحيح أن خطاب الرئيس جاء متأخرا، ولا جديد في مضمون خطاب الرئيس في البرنامج السياسي. لكن مغزى الكلمات والقراءة ما بين السطور للخطاب يكشف تغييرا في تفكير الرئيس أو مراجعة في الطريق الاوحد الذي انتهجه طوال الفترة الماضية "المفاوضات ومن ثم المفاوضات". وهو كذلك لا يخرج عن منطوق خطابه الاخير في الامم المتحدة لكنه جاء استكمالا له لقناعته، في ظني، انه لا مخرج للازمة يلوح في الافق، وان اي تراجع في موجه المواجهة هذه هو اذعان فلسطيني لسياسة اليمين الفاشي في اسرائيل خاصة في القدس المحتلة.
فالتركيز على المقاومة الشعبية والنضال السياسي في خطابه جاء تتويجا لأربعة سنوات من العمل السياسي قادته منظمة التحرير في مؤسسات الامم المتحدة كترفيع مكانة فلسطين في الامم المتحدة والتوقيع على الاتفاقيات الدولية والانضمام للمؤسسات الدولية، واكثر من عشر سنوات من العمل الميداني في مقاومة جدار الفصل العنصري والحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات BDS.
مواصلة النضال هو بكل تأكيد التحدي الاول الذي يطرحه خطاب الرئيس، فالأمر هنا ليس ترفا فكريا في خطاب أو تنظيرا في مقال أو أوامر من قيادة، بل هذا الامر يحتاج الى مدرسة لإبداع الاشكال نضال المقاومة الشعبية وتحديدها وفقا لطبيعة وظروف الشعب الفلسطيني وامكانياته، وآليات تأطيرها وتنظيمها وقيادتها. ودون قيادة طليعية تقدم المثال على التضحية، في ظني، لن تقدر على قيادة البلاد.
(2) صبايا البلد ... عزيمة البلد
مثلت مشاركة طالبات الجامعات والمدارس في المظاهرات والمواجهات على مداخل المدن نمطا جديا لم نشهده إلا في عقد الثمانينات من القرن الفارط. لكن المشاركة هذه الايام اعادت نقاشا تجاوزه الزمن حول ضرورتها واهميتها واشكال المشاركة. تثبت عزيمة الصبايا في هذه المشاركة انها قادرة على تجاوز حالة الانكفاء في العمل الوطني، وتفتح الافاق للشراكة من جديد في النضال وفي صنع القرار وعدم اقتصارها على تزيين المؤسسات أو اللجان بمشاركة رمزية لها.
اتحاد عزيمة الصبايا وإرادة الشباب في موجة المواجهة هذه أثارت اهتمام الاسرائيليين لفهم الوصول لهذه المرحلة من الغضب على الاحتلال ليس فقط لمشاركتهن في المظاهرات بل ايضا في عمليات الطعن الفردية وهي بالضرورة تحتاج الى مزيد من الاعتراف الفلسطيني بدورهن الريادي هذا ليس فقط باعتبارهن حارسات نارنا بل مشاركات في اشعال هذا النار وحمايتها.