الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

القيادة الوطنية الموحدة و ضرورات قيادتها و إسنادها للانتفاضة الشعبية

نشر بتاريخ: 18/10/2015 ( آخر تحديث: 18/10/2015 الساعة: 14:45 )

الكاتب: نبيل دياب

إن التضحيات العظيمة و بسالة و شجاعة الشباب الثائر المنتفض في اراضينا الفلسطينية و مشاركته الفعّالة في تحويل المواجهات الى انتفاضة شعبية عارمة و عقده العزم على مواصلة مسيرتها النضالية و التي يتوق الغيورون على قضيتنا و تضحيات ابناء شعبنا الى الاستمرار بها تتطلب تعزيزا لها و تمتين قدرتها الكفاحية من خلال ارساء مرتكزها الاساسي المتمثل في بناء القيادة الوطنية الموحدة لتضطلع هذه القيادة بمسؤولياتها الميدانية و الوطنية تعمل بكل اصرار و جدية على تنظيم مسارها عبر اليات عمل تتناسب مع المعطيات و المستجدات التي تطرأ على مختلف الاصعدة بالاضافة الى تجسيد الفعل بدلا من رد الفعل و فرضه كحالة كفاحية متواصلة لا تتوقف .

ان واقع حالنا المعمد بدماء الشهداء الأبطال و الجرحى البواسل لا يقبل العودة الى الخلف و لا قيد أنملة .. و التساؤل .. ان عدنا .. الى ماذا سنعود ؟؟ الى مفاوضات أزهقت روح القضية ؟؟ الى وهم و سراب متبدد و وعودات كاذبة من عالم متجبر ظالم ؟؟ الى قبضة الاحتلال الغليظة غير المنفكة عن اعناقنا ؟؟ الى القبول بتدنيس مقدساتنا في القدس ؟؟ الى استيطان يمعن بتقطيع اوصالنا في الضفة ؟؟ الى حصار احتلالي لغزة ؟؟ الى ماذا سنعود ؟؟ الى أي الخيارات سنعود ؟؟؟ نقولها و بملء الفيه ...ما لنا الا خيار واحد .. خيار الانتفاضة و المقاومة ... بقيادة وطنية موحدة .

هذه القيادة تستلهم العبر و تستخلص الدروس من تجارب انتفاضتنا الشعبية المجيدة عام 1987 و لعل الدرس الاول يتمثل في " كيفية استيعاب المخزون المتقد في صدور كل من نزل الى الشارع غير آبه برصاصة ان تصيبه في مقتل ، و تجيب هذه القيادة على كافة التساؤلات المطروحة و في مقدمتها : ما هو مداها ؟؟ و ما هي تكتيكاتها و استراتيجياتها ؟؟ ما هو برنامجها النضالي ؟؟ و تحدد أيضا مرتكزات عملها بما ينسجم مع تحقيق الاهداف التي تحددها بواقعية و منطق لا يختلف عليه اثنان ، و تشكل هذه المرتكزات حجر الزاوية لمربع الفعل الكفاحي المقاوم ، قيادة وطنية قادرة و متمكنة من ادارة الانتفاضة بوعي و حكمة متناهية تحافظ على اشراك الجماهير في فعالياتها بطرق و اساليب ابداعية بداء من الشباب مرورا بالمرأة و الرجال و الاطفال ، قيادة وطنية موحدة لا تخضع لاي املاءات أو اسقاطات غوغائية و لا تلتزم الا بقواعد ترتبط أساسا بأهدافها ، قيادة وطنية تصمد في وجه مختلف الاغراءات و تقاومها و لا تستجيب الا لنداء الواجب و الوفاء لتضحيات البواسل و على رأسهم الشهداء الابرار .

و اليوم فان الانتفاضة الشعبية تتيح المجال أكثر من أي وقت مضى امام المباشرة في هدم الجدران المتكلسة و ازالة مختلف الحواجز نحو إجراء المشاورات المختلفة و توسيع دائرة التفكير الجمعي بعمق تجاه ضرورة بناء و تأسيس تلك القيادة ، دائرة متكاملة تتسع للكل السياسي و الوطني و الاجتماعي لضمان مشاركة وحدوية ناجزة ، قيادة وطنية حريصة على ان تستثمر كل ما بوسع مختلف الشرائح من إبداعات و مهارات خلاّقة و اغتنام القدرة الفائقة عند الشباب المنتفض الذي فرض أجندته النضالية على القرار السياسي ، قيادة وطنية موحدة تتصدى لكل اصوات النشاز المارقة على الصوت الوطني الهدّار .

قيادة وطنية موحدة تعيد الاعتبار لجماهيرية الحالة الكفاحية لتحارب و بكل قوة مزاجية الانحراف في نظر و عقل الكثيرين ممن سلّموا بسقوط القضية و تراجعها و ارتضوا بأنصاف الحلول المجتزأة ، قيادة وطنية ترفع راية النضال في ربوع فلسطين تعمل على تأطير الشباب الثائر و المنتفض و تصقلهم من جديد بثقافة " الادب المقاوم " فلسطينيا و عالميا ، ترسخ لديهم مفاهيم الكفاح و النضال المشروع ضد كل اشكال الاضطهاد و القهر و التمييز و العنصرية و تصبح هذه القيادة واحدة من اهم مرتكزات الاستراتيجية الفلسطينية الضرورية لمقارعة الاحتلال بطرق جديدة .
لا بديل عن تشكيل " القيادة الوطنية الموحدة " و لا بديل عن ارساء قواعدها و الالتزام بقراراتها الميدانية و الوطنية كي يثمر زرع أبطالنا .. شهدائنا ... حصادا نافعا ...