نشر بتاريخ: 24/10/2015 ( آخر تحديث: 24/10/2015 الساعة: 12:57 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لم يحمل المبعوث الامريكي جون كيري أية مقترحات تتعلق بحل القضية الفلسطينية وملفاتها النهائية الستة، وكان همّه الوحيد هو تثبيت الاتفاق التوافقي " ستاتيكو " المسجد الاقصى ، باعتبار ان الاوقاف الاردنية مسؤولة عن المكان ، واليهود يدخلون وقتما شاءوا الى المسجد . وهي وجهة نظر تتطابق مع رؤية نتانياهو مئة بالمئة .
وخلال لقائه بالرئيس ابو مازن عرض كيري تثبيت استاتيكو الاقصى الذي سرى عام 1967 بعد احتلال اسرائيل للقدس من الجيش الاردني ، وادّعى ان اسرائيل ملتزمة بهذا الاستاتيكو وانه يمكن العودة الى تطبيقه فورا وانهاء حالة الغضب الشعبي وطلب من الرئيس ابو مارزن ان يعمل كل جهده لوقف التظاهرات المستمرة منذ اول الشهر . وبدا ان مهمة كيري الوحيدة هي اقناع الاردن وفلسطين بالموافقة حول موضوع الاقصى .
من جانبه الرئيس عباس رفض حصر القضية في المسجد الاقصى فقط ، وقال لكيري ان القدس كمدينة بجميع احيائها العربية واراضيها المحتلة عام 1967 هي على الطاولة ، وان الامر يتعلق بقضية شعب وليس بقضية الخلاف على مقام للصلاة . وطالب ابو مازن بفتح المؤسسات العربية وبيت الشرق وعودة الامن الفلسطيني للمدينة ورفع الحصار عنها وعن احيائها ووقف الاستيطان والتهودي فيها . وهنا طلب كيري من الرئيس تأجيل بحث هذه القضايا الان والتركيز فقط على المسجد الاقصى واعدا بالتفكير في طرح هذه الامور لاحقا .
ومع الاعلان والتوضيح للجمهور من جانب الحكومات والقادة والزعماء عن ستاتيكو الاقصى ، سيبدأ الامتحان مبكرا هذه المرة : هل يفي ذلك بالغرض السياسي ؟ هل تتوقف التظاهرات ؟
وهو امر لا يملك كيري الاجابة عليه لان امريكا اصبحت طرفا وهي وسيط غير مقبول بالنسة للعرب . كما أن نتانياهو لا يملك الاجابة على هذا السؤال لان المستوطنين هم الذين يتحكمون به وليس العكس ؟ وان الاردن لا يملك الاجابة عليه ، لان التظاهرات لا تحدث داخل المسجد الاقصى وانما في النقب والمثلث والجليل .
أمّا الرئيس عباس فهو لا يستطيع وقف الاحداث لسببين . الاول لان العمليات تحدث في مناطق لا تحكمها السلطة ، وفي المدن داخل الخط الاخضر ، وثانيا ان من يقرر هو التنظيمات داخل وخارج منظمة التحرير وعلى اللجنة التنفيذية وقادتها ان يخرجوا على التلفزيون ويتحدثوا بشكل مباشر للجمهور وليس ان يتركوا الرئيس وحيدا في الحديث مع الادارة الامريكية والضغوطات العالمية .
واذا كانت التنظيمات والقوى تريد وقف الاحداث ، عليها ان توضح لماذا ؟ واذا كانت تريد استمرارها عليها ان تشرح لماذا ؟ وما هو السيناريو الذي سيلحق بالقرار .
ومهما يكن الامر ، فقد خط الشعب ستاتيكو خاص به ، ستاتيكو لا يأبه بكيري ولا بهيلاري كلينتون من بعده .