الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا سكين؟!

نشر بتاريخ: 27/10/2015 ( آخر تحديث: 27/10/2015 الساعة: 18:36 )

الكاتب: فاطمة البشر

لأنك بالسّكين تقترب من عدوّك أكثر، تريه بوضوح حجمه الصغير، تجعله ينظر إلى عينيك اللتين تحملان في بحرهما وطناً أجمل. لأنك باقترابك منه يرى الموت ينتقل من عينيْك إليه، فتطفئ شيئاً من نار قلبك، تُشفي بعضاً من غليلك الآخذ بالتصاعد.

لأنك بالسّكين تقتل عدوّك ببطء، تجبره على الندم - في وقت متأخر جداً- على قدومه هنا، تجعله يستعيد ذكريات حياته أمام موته، يتمنى عبثاً لو أنه لم يطأ هذه الأرض، لو لم يبكِ يوماً قرب المبكى.

لأنك بالسكين تهزم جيشاً مدرعاً كان لا يقهر، تهزأ من تجهيزاته الحربيّة، تجعل جندياً يهرب منك متأبّطاً رشاشه.

لأنك بالسّكين تمشي بصدرك العاري بينهم دون أن يشتبهوا بك، تختار ضحاياك برويّة، تحدد موعداً لانقضاء أجلهم دون أن يعرفوا، تفرّق شملهم، تقذف الرّعب في قلوبهم فيقتلون أنفسهم.

لأنّ بالسّكين لا تُعتقل روحك عند الأنجاس، بل ترتقي عند بارئها بطهر المقدسات، ويبقى طيفك ينشر رعب قبضتك بينهم، ينثر حُبّ تراب هذا الوطن بين أبناء شعبك، تثير فيهم الحميّة للدفاع عن الأقصى. 

لأنّ السّكين ردٌّ عادل على من سنّوا سياسة تكسير العظام، من أقرّوا التغذية القسرية للأسرى المضربين عن الطعام، من أحرقوا الأطفال وهم أحياء، من اعتدوا على المرابطات الماجدات في المسرى.

لأنّ بالسّكين تُذبح البهائم وهكذا هم، لأن بالسّكين تقول له لا تستحق شيئاً يُشترى لقتلك! 

لأن السّكين كالحجر؛ تجدها أينما ذهبْت، لا تنتهي ولا يمكن مصادرتها! 

لماذا سكّين؟! لأنهم لا يستحقون أكثر من سكّين!