نشر بتاريخ: 28/10/2015 ( آخر تحديث: 28/10/2015 الساعة: 15:19 )
الكاتب: نبيل دياب
ما انفك القائد الوطني المناضل الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي و لا تراجع خطوة واحدة الى الخلف منذ ان انخرط قبل سنوات طوال في المعترك النضالي ضد كل اشكال سياسات الاحتلال الاسرائيلي مستمدا ارادته و عزيمته من قوة الحق و اليقين الذي لن يتزعزع كما ثبات الزيتون و البرتقال في اعماق ارضنا الفلسطينية ، حمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن الارض و الانسان عن الهوية و عن الكرامة ، فدمغ ببصماته قناعات نضالية راسخة في عقول كل من أدرك معنى الحرية ، مضى طبيبا انسانا مكافحا يذود بما يملك عن القضية صال و جال و لم يزل ربوع الوطن و في أصقاع المعمورة يرسخ حقيقة الرواية الفلسطينية و يدحض بمهاراته الخلاٌقة و ابداعاته زيف الرواية الاسرائيلية الكاذبة فحظي بمكانة وطنية و عربية و عالمية مرموقة فلم يكن يعمل لذاته بقدر ما الصق باسمه اسم فلسطين قضية شعب طرده الاحتلال و استولى على ارضه بقوة البطش و الاستيطان و كحال المناضلين الكثر من أبناء شعبنا ساهم في ارساء دعائم كفاحية تقوم على الاساس المنهجي القويم و الفهم العلمي المنطقي لطبيعة هذا الاحتلال و كيف لنا الخلاص منه بما لا يكبدنا خسائر اكثر لاسيما البشرية كأغلى قيمة تمتلكها فلسطين ، و لانه يمتلك رؤية سياسية ثاقبة تنبع من مصداقية وطنية متناهية فلم يقبل بأي شكل ينتقص من تكاملية الحل العادل لقضيتنا الوطنية بالاضافة قدرته الفائقة على الجمع ما بين النضال الوطني و الاجتماعي كخطان متوازيان بمسافة متساوية بينهما فقدم نماذج رائعة يحتذى بها التف حولها جيل من الشباب و تعاظم شانها في مختلف اقطار العالم ليحشد الدعم و الاسناد لنضالنا التحرري بلغة يفهمها كل من هو لشعبنا صديق .
نبذ و بكل مصداقية الفرقة و الانقسام و امن بوحدانية الشعب و الارض و الهوية و لطالما لعب دورا بارزا في جسر هوّة اتسعت هنا و اخرى اتسعت هناك فظّل يحاول ليجمع الاخوة الفرقاء على وحدة الهدف و وحدة المصير و العدو المشترك بمنطق العقلانية و التعقل متمنيا تجسيد هذه الوحدة بشكل استراتيجي يضمن الامن و الامان لمسيرة الكفاح و النضال المرير يرسخها كواحدة من اهم ركائز الفعل النضالي و يثابر على تعميمها كرافعة اساسية لتحقيق الانتصار .فلا يمكن للقدس ان تغفل بعيناها عنه و هو من حملها في وجدانه و خلده مدافعا عنها من تدنيس الاحتلال و محاولات تهويدها و كيف لشوارع الضفة الباسلة الا تطبع في ذاكرتها صوته المزمجر رفضا لتقطيع اوصالها و بترها من القلب الفلسطيني فظل بكتفيه و اكتاف الاحرار يهزون جدار عنصري بغيض يتلوى كالافعى في بطن جسدها تنفث سمومها فتقطع القرية عن المدنية و المخيم عن البلدة و ظل و معه الاف المناضلين في مقارعة الحواجز العسكرية التي أرقت الناس و اثقلت كاهلهم بالمعاناة اليومية فلم يحتمل اهانة كهل و طفل و طالب على بواباتها او انحطاط تعامل جنوده القتلة باعاقة سيارة اسعاف تقل مريض او سيدة تكاد ان تضع حملها فأوضح للعالم حقيقة الاجرام العنصري لجيش الاحتلال الاسرائيلي بوسائل و اساليب أرهقت حكومة الاحتلال و جعلتها في حيرة و ارتباك دائم فاجاد بكل بسالة مهارة مقارعتها ، أما غزة التي سكنت فيه و سكن فيها فلن تنسى انسانيته في ازقة مخيماتها و احيائها الفقيرة و وقفاته الشجاعة معها لاسيما فيما تعرضت له من اعتداءات اسرائيلية غاشمة جاء اليها عبر البحر ليكسر حصارها الظالم فرضه عليها الاحتلال بلا رحمة و لا انسانية و ليكفكف دموع الثكالى و يبلسم جراحات أبنائها و يرمم ما تبقى من بيوت هدمت على رؤوس اصحابها رافضا سلخها عن فلسطينيتها الام ..
و اليوم و في غمرة ما تحتاجه قضيتنا الى مثل هذا القائد المقدام حاولت فئة ظلالية مارقة من اذناب الاحتلال النيل منه في جنح الظلام .. في محاولة بائسة لاسكات صوته الانتفاضي الهدار و لاطفاء جذوة المخزون الكفاحي الذي اوقده في هذا الجيل الشبابي الثائر تمردا على بؤس الحال و تعنت الاحتلال ،، سكين ظلامية غادرة حاولت استهداف النهج القويم لكفاح شعبنا بعدما أثبتت تجربة سراب و وهم السلام المزعوم عقمها و انها لا تحمل و لا تلد الا وهما ... سكين اعتقد من استلّها انها ستقطع الاحبال الصوتية للحق المدافع عن الحرية و الكرامة .. فكان لما احدثته من جرح قد عزز من جديد التفاف شعبي و وطني عارم حول هذا العقل المفكر و رد كيدهم في نحورهم و قد سقط اللثام عن وجوههم اللئام برفض و استنكار و ادانة واسعة على جميع المستويات ليظل القائد في الميدان تزداد عزيمته قوة و صلابة لا تلين و يقود حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية التي أرسى قواعدها وطنيون شرفاء ستظل في نضال و كفاح مستمر حتى يتحقق الهدف المنشود في الحرية و الاستقلال الوطني .