نشر بتاريخ: 31/10/2015 ( آخر تحديث: 31/10/2015 الساعة: 13:06 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
يواصل الاسرائيليون النظر الى الاعمال الانتفاضية التي تحدث منذ بداية اكتوبر ، على انها احداث أمنية . وبالحاح عجيب يواصل المستوطنون والجنود وحتى شكرات الامن والحماية الخاصة الرد عليها بمزيد من الرصاص و البطش والقتل والقمع والاحتلال ونشر عشرات الاف الجنود والحواجز وتسليح 300 الف يهودي ضد العرب ، وكأنهم لا يريدون اختصار المسافات وتقليل الألم والنظر اليها على انها رد فعل شعبي قومي عربي فلسطيني ضد الاحتلال وضد الاستيطان وضد الارهاب اليهود المستشري في بلادنا .
وقبل ان تتدهور الامور الى أسوأ ما قد يتخيله المحللون ، أكد الفلسطينيون انهم لا يريدون العودة الى اتفاقية اوسلو ، ولا يريدون الالتزام بما لا تريد حكومات اليمين في اسرائيل الالتزام به ، وبالتالي فان اوسلو ماتت ولا يمكن العودة اليها ، وحتى لو خرجت القيادة الوطنية الان تدعو الناس الى العودة للالتزام باتفاقية اوسلو فان الجماهير لن تلتزم ولن تحترم هذه الاتفاقيات المهترئة والوضيعة التي جعلت من المواطن الفلسطيني شاهد زور على حقبة الانحطاط الامريكي .
وبالمفهوم السياسي فان اتفاقية اوسلو لم تعد موجودة في بيئة حاضنة وانما في بيئة مناوئة لها ، ومن المستحيل تنفيذها الان كما ترغب اسرائيل ، لانها تحولت الى عبء ثقيل على ظهر المواطن الذي يفقد سنوات عمره ويموت بصمت .
وفي حال استمر الاحتلال في قتل الفلسطينيين ، وتواصلت جنازات الشهداء في المدن والقرى . فان الامن الفلسطيني سيفقد السيطرة على الاوضاع ، وستخرج خلايا عسكرية من بين ظهراني الجماهير الغاضبة وترد الصاع صاعين للمدن الاسرائيلية ، وهذا امر لا يحتاج الى محللين أذكياء ، بل هي نتيجة محتومة ، وخصوصا في ظل تشجيع الفصائل والتنظيمات والقوى والفضائيات .
الصمت الاسرائيلي الرسمي ، وعدم التطرق الى حلول سياسية البتة . الى جانب العجز الدولي عن حماية الشبان الفلسطينيين ، وصولا الى تدخل المستوطنين في اطلاق النار باتجاه العرب ، سيقود الى الاصطدام الكبير .
يقول مستوطن يهودي في القدس اسمه بن عامي مشيح ، يقول لتلفزيون اسرائيل انه اطلق 15 رصاصة باتجاه الشهيد احمد حمادة قنيبي ، وليس هذا فقط بل ان 7 يهود مثله اطلقوا النار بكثافة على الشاب العربي وهو ملقى على الارض لدرجة انهم اصابوا بعضهم البعض وارتطم الرصاص بارجلهم وبالقطار الخفيف ، اي ان مجموع ما اطلق على الشهيد يصل الى مئة رصاصة ، ما دفع بقائد الشرطة للطلب منهم ان يهدأوا قليلا حتى لا يصيبوا بعضهم البعض ( وليس احتجاجا على الاعدام الميداني ) .
وقد يكون شعار القيادة طلب الحماية الدولية مناسبا ، لكنه لم يكف لوقف سفك الدماء العربية في فلسطين ، وصمت الدول العربية ليس غريبا ، ولكنه لن يمنع دورة الدم القادمة بكل ضراوة ، ومواصلة اسرائيل للاعدامات الميدانية لن يقود الى قمع الانتفاضة وانما سيكون اقصر الطرق الى الخطوة القادمة .