نشر بتاريخ: 31/10/2015 ( آخر تحديث: 31/10/2015 الساعة: 15:39 )
الكاتب: سليم النفار
وبعد اتساع الزمان الأليمْ ...
كيف يا دربُ نُصغي :
لخطوٍ بلا خطل ٍ
وهلْ في النهر مُتسع ٌ
لشطف الرؤى ,
أو لتطهير حلم ٍ قديمْ ؟
لا تحبلُ الأيامُ غيبا ً,
من غمام ٍ لا يمرُّ
فلا تُصغي يا أرضُ
لقول ٍ لا يرى , فوضى الفصولِ
أنا وارث ٌ خيبة الماضي
وخيبات ٍ تُقيمْ ,
لكنّها حصتي في انغلاق الرؤى ...
والسُّدى , ليس من غاية ٍ لي ْ
أرى وقتا ً يشيخ ُ الآن
وخاصرة ُ الهوى في المرايا تنحني ,
لا جدول ٌيأتي
ولا بحرٌ يحاولُ همتي ...
يا راية الأرض التي ,
عشتها في دمي :
لا , لن يغيبَ الصبحُ عن لغتي
فلا تُعطي الغريب مطالعا ً ,
في سُنّة ٍ كانتْ أنا
وأنا الغريب الآن عن أضلع ٍ ,
في أضلعي ... لكن ْ :
أنا علمُها في سطوح المرايا
وفي جوفها ,
في برها أو بحرها...
في عمق ما قد ترى ,
أو لا ترى , حيثما شاءت ْ :
أنا علمها المكتمل ْ ...
في نسبة الأشياء والأسماء ْ
ولكن ْ :
دائما ً خارج ٌ عن تفاصيلها ,
عن سرِّ معنايْ
أنا علمها داخل الوصفْ
بكلّ اللغات ِ المُتاحة ْ
هنا من : هيرودوتس الى كارل ريتر
ألمْ يُكملوا الدرس ْ ؟
أنا شاهدُ المعرفة ْ ,
روحها... أفلاكها
حيثما لاحتْ نجاة ْ ,
لا تسفكوا وقتي مزيداً
فانّ الأرض ناقصة ٌ سوايْ ...,
لا حلم لي ,
غير ما حفظت خُطايْ
لا برّ لي ,
غير ما قالت الأشجار عن جدي
وما دوّن الأمسُ من رؤايْ
ولكن ّ بيتي هاهنا , لا أراهُ ,
دائما ً... راحل ٌ في غير ما يسعى
فهلْ ضاقتْ حدودٌ في خطاه ؟
أنا لستُ موسى , كي أشقّ البحارْ ,
لستُ عيسى أو محمد...
كي أرى ما لا تراهُ القفارْ
أنا طفل حارتنا
يفتشُ عن تفاصيل الصغار:
في وردة ٍ ذبُلتْ
وعن كرة ٍ
وعن بنت ٍ
تجيء الآن من وسط الغبار
أنا وجعٌ
أنا برد ٌ
أنا لهب ٌ
أنا روح معناي التي لا تغيبُ
فيا أيها الولدُ ,
الذي يُصغي لهبة روحه :
وسِّعْ مداك َ
فلا خير في شيءٍ هنا ,
غير ما ابتدعت ْ رؤاك َ
هنا أنت المجال ُ
وأنت الرؤى , أنت الخيال ُ
فكم ْ في القدس قد قالوا
وكم صالوا
وأزمان ٌ تباعدنا
وتُدنينا النصال ُ
فيا أفلاذ رؤيانا
هنا هيا انزلوا ,
كي نرى ما لا يراه الطغاة ْ ,
قبلهمْ حاولوا ,
لن يأخذوا غير ما أخذ الغزاة ْ
فيا نار ثوريْ
لكي تحلو الحياة ْ