الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صاحب الفخامة .... على أحفاد بلفور أن يكفروا عن ذنب جدهم!!!

نشر بتاريخ: 05/11/2015 ( آخر تحديث: 05/11/2015 الساعة: 16:04 )

الكاتب: محمود أبو عين

بعد اقترابنا للمائة عام على الوعد المشؤوم المسمى "وعد بلفور" لا تزال مأساتنا باقية حتى اليوم نتيجة هذا التواطؤ المخزي والمشين بين بريطانيا ووزير خارجيتها ارثر بلفور من جهة وإسرائيل وزعيم صهيونيتها آنذاك ثيودور هرتزل والذي بموجبه أعطى وطناً لليهود على أرضنا الفلسطينية مع أنه لا يملك ذلك الحق.

صاحب الفخامة
إن بُعدَ هذه الجريمة السياسية النكراء، والتي لا زال شعبنا يعاني الامرين منها حتى هذه الساعة من تشريد وتشتيت واعتقال وحصار ومصادرة للأرض وقتل وانتهاك للحرمات والمقدسات و حرق البشر كما حصل لعائلة دوابشة و الطفل محمد أبو خضير ....و الكثير الكثير من شتى أصناف العذاب و القهر و الاستبداد و الظلم و قتل النفس البشرية والحرمان بدءاً من الانتداب البريطاني و مروراً بالنكبة والنكسة والحروب التي شنتها دولة الاحتلال علينا خلال كل السنوات التي أعقبت سنوات النكبة.

صاحب الفخامة
إن هذا الألم والعذاب المتواصلُ على مدى كل تلك الأعوام، والذي تجسد بحرماننا من حقوقنا الشرعية والتاريخية يجعلنا نتمسك بحقنا بالعودة والدولة والقدس والحدود والاستقلال والتحرر من هذا الاحتلال أكثر فأكثر .

صاحب الفخامة
ان هذا يجعلنا لا نغفل يوماً عن من تسبب بهذه الأحزان والمآسي التي حلت بشعبنا وأرضنا وقضيتنا، التي لا تزال تنزف الدم و تعاني و تكابد الالم مع تطلعها الدائم واشتياقها للحرية والاستقلال, و رفع أعلام الدولة الفلسطينية على أسوار و كنائس و مآذن القدس.


صاحب الفخامة
إن المسؤول الأول عن ما حل بنا وبشعبنا وبأرضنا ومقدساتنا وقضيتنا العادلة هو بلفور و أحفاده ، الذين ما زالوا يدعمون خطيئة جدهم حتى يومنا هذا بل أكثر من ذلك باستمرارهم والتمادي اللامعقول بالدعم المادي والسياسي والمعنوي لمحتلينا، إضافة إلى أنهم لم يكترثوا بنا ، ولو للحظة واحدة لهذه الخطيئة التي اقترفوها و اقترفها جدهم ، والتي كلفت أحفاد النازي هتلر الكثيرالكثير بسبب ما يدعيه اليهود من ما لحقهم من أضرار سببها لهم النازيين

صاحب الفخامة
إن تاريخ الثاني من تشرين الثاني من كل عام يجعلنا ندرك جيداً بأنه يلهب مشاعرنا، ويحرك ما في نفوسنا من غُلٍ وقهرٍ وألم يعتصرُ قلوبنا على فِعلَةِ بلفور واحفاده بحقنا وبحق قضيتنا، التي تنزفُ دماً نتيجةَ ما اقترفتهُ يداهُ وسياساته المتعاطفة والمتخاذلة مع الصهيونية ضد أبناء شعبي.

صاحب الفخامة
لقد أصبحنا بعد هذه المأساة، وبعد أن كنا أصحاب أرض ووطن وحق وممتلكات إلى مشردين ولاجئين بعيدين عن أرضنا ووطننا تراه قلوبنا ولا تراه أعيننا كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
أحرامٌ على بِلابلةِ الدوحِ حلالٌ للطيرِ من كلِ جنسِ

فهل نسامح من أضر بنا ودمر حياتنا وتنازل عن حقوقنا وطبع صفحة جديدة لمأساتنا بجرة قلم متواطئة مع الحركة الصهيونية باغتصاب أرض فلسطين والله لن نسامح ولن نغفر ولن ترضى قلوبنا عن من تسبب لنا بكل ما حل بنا من هوان ومصائب على مدى عشرات السنين.

صاحب الفخامة
على أحفاد بلفور أن يدفعوا ثمن أعمالهم، وعليهم أن يدفعوا ثمن ظلمنا، وعليهم أن يعوضوا أطفالنا وشيوخنا وشبابنا ونسائنا وشهدائنا وأسرانا وجرحانا، وعليهم أن يدفعوا ثمن كل تفاصيل مأساتنا وعذابنا وألمنا وحصارنا وقتل الحياة في نفوسنا، وما لحق بنا من أضرار مادية ومعنوية ونفسية حتى عودتنا إلى وطننا و أرضنا و أخذ كل ذي حق حقه كما دفع أحفاد هتلر لليهود من أثمان باهظة حتى يومنا هذا .