نشر بتاريخ: 10/11/2015 ( آخر تحديث: 10/11/2015 الساعة: 10:26 )
الكاتب: عقل أبو قرع
مع حلول الذكرى الحادية عشرة لوفاة الرئيس ابوعمار، وفي ظل اوضاع سياسية وميدانية غير مستقرة، من الممكن ان تمر هذه الذكرى، بسرعة وبدون اعطاؤها اولويات او اهمية او تحضيرات كبيرة، او محاولات لاستخلاص عبر او توقعات، وفي نفس الوقت تمر هذه الذكرى في ظل استمرار عدم الوضوح اوفي ظل عدم توفر الاجابات المقنعة والواضحة والنهائية عن الوفاة بحد ذاتها، وبالاخص ان هذه الذكرى تأتي، في ظل تناقض تقارير او توجهات او اراء، فيما يتعلق بنتائج او بمتابعات التحقيق في اسباب الوفاة؟
حيث من المعروف انة كان هناك قرار فرنسيا بأغلاق ملف التحقيق في قضية الرئيس الراحل ابوعمار، او بالتحديد حول احتمال وفاتة مسموما، وما زالت هناك العديد من الاسئلة التي لم تجد الاجابة الواضحة او القاطعة عليها، ورغم الفحوصات المختلفة، سواء اكانت لعينات من رفات ابوعمار، او من متعلقاتة، او من سوائل جسدة، كان من الممكن الحصول عليها قبل او بعد وفاتة، الا انة حتى الان لم تظهر الاجابات الواضحة والنتائج التي لا تترك شكا، فيما يتعلق بوفاتة، ولم تظهر نتائج نهائية ومتفق عليها، وترضي الجهات الرسمية والناس والمواطن، وما زالت لجنة التحقيق الفلسطينية تباشرعملها، من اجل الوصول الى استخلاصات نهائية، ومن ثم الاعلان عن اغلاق الملف؟
ونحن نعرف انة وبالاضافة الى لجنة التحقيق الفلسطينية، كانت هناك جهات اخرى، قامت بأخذ عينات من اجل اجراء الفحوصات وبالتالي من اجل محاولة التوصل الى ادلة او الى طرف خيط، ومن ضمنها الجهات الفرنسية، حيث توفي ابوعمار على الاراضي الفرنسية، وفي المستشفيات الفرنسية، وكذلك الجهات السويسرية، والجهات الروسية، وقامت هذه الجهات بنشر او بتسليم تقارير تحوي نتائج للفحوصات، وبالاخص لفحوصات الرفات من عظام ومن محتوى القبر وغير ذلك، ونحن نعرف ان الهدف الاساسي المعلن من اخذ عينات من رفات الرئيس ابو عمار، كان من اجل اجراء تحاليل لامكانية وجود مواد سامة في الرفات، او فيما تبقى منة وبالاخص العظام، وبالتحديد البحث عن امكانية وجود مواد سامة مشعة، تتمثل في مادة" البولونيوم" وما ينتج عنها من متحللات او ما يصاحبها من مواد او من مخلفات.
واصبح لا يخفى على احد، انة وبعد اجراء الفحوصات المطلوبة والمتكررة، ان هناك نوعا من عدم التوافق او عدم الاتفاق بين هذه الاطراف، سواء على نتائج الفحوصات وبالتالي التقارير التي صدرت عن هذه الجهات، او على الاسباب التي ربما ادت الى وفاة ابوعمار، وبالتالي ما زالت القضية مفتوحة، ولم يتم بعد توفير الاجابة القاطعة، على السؤال الاهم والذي يرواد المواطن الفلسطيني وغير الفلسطيني، منذ حوالي احد عشر عاما، الا وهو كيف توفي ابوعمار، وما السبب او الاسباب، ومن كان المسؤول عن ذلك، هذا اذا كان هناك مسؤول او مسؤولية؟
وما يزيد الامور غموضا وبلبلة وتعقيدا، ان كافة الفحوصات المتعلقة بقضية الرئيس ابو عمار، قد تم اجراؤها في الخارج، اي ليس على اراضي فلسطينية، او بأيادي فلسطينية، او في مختبرات فلسطينية، او في ظل القوانين والاجراءات الفلسطينية، او على الاقل بدون مشاركة جهات فلسطينية مختصة في عملية التحاليل والفحوصات واستخلاص النتائج، ومن ثم صياغة التقارير، بغض النظر عن الاسباب، سواء اكانت هذه الاسباب علمية او قانونية او غير ذلك من الاسباب؟
ومع حلول الذكرى الحادية عشرة لوفاة ابو عمار، ومع اقفال باب التحقيق الفرنسي ولو بشكل رسمي، ومع صدور تقارير متناقضة من هنا او من هناك من قبل الجهات المتدخلة او الضالعة في القضية، من الواضح انة لم يتم حتى الان تقديم اجابات واضحة او مقنعة، ولكن ومع مواصلة لجنة التحقيق الفلسطينية اعمالها، اي على الاقل، عدم الاعلان عن انتهاء اعمالها بشكل رسمي، يبقى الباب مفتوحا من اجل تقديم اجابات واضحة ومقنعة وشافية وغير معقدة، مرة وللابد، عن هذه القضية التي ما زالت تدور من بلد الى اخر ومن جهة الى اخرى، بدون تحقيق التقدم الذي كان من المؤمل تحقيقة قبل زمن طويل!.