الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتفاضة القدس.. الشعب يقود قيادته

نشر بتاريخ: 10/11/2015 ( آخر تحديث: 10/11/2015 الساعة: 12:53 )

الكاتب: نبيل إسليم

كثيراً ما سمعنا في الأعوام السابقة من الفصائل والأحزاب والقادة الفلسطينيين بأن اندلاع انتفاضة بات قاب قوسين أو أدنى، لكن هذه الأحزاب لم تستطع أن تعلق الجرس أو تشعل الفتيل وهذا يعود لأسباب عدة، أهمها البيئة التي ستساهم في انطلاق الانتفاضة، وأقصد هنا الضفة الغربية والقدس وأراضي الـــ(48) ومدى استعدادها لقيادة الانتفاضة، ودفع فاتورتها من الأرواح والممتلكات.

القدس والاعتداءات علي المسجد الأقصى والمضايقات علي المصلين، والمرابطات في القدس، وانسداد الأفق السياسي للسلطة الفلسطينية، لاسيما بعد خطاب عباس في الأمم المتحدة، وحصار غزة، وتمدد الاستيطان، والتنسيق الأمني المخزي، والتخاذل العربي لنصرة القضية الفلسطينية كل هذه الأسباب أدت إلي تحرك الشعب بالإمكانات المتاحة بأدوات المطبخ والسيارات وغيرها من الإمكانيات البسيطة لينتفض في وجه المحتل، واعتقد بأن هذه الانتفاضة ستلاحق السلطة في الضفة الغربية التي تحاول وأد هذه الانتفاضة، إرضاءاً للكيان وإمعاناً في الدور الوظيفي للسلطة في التنسيق الأمني.

الظروف الحالية في الضفة الغربية والقدس تعزز من استمرار الانتفاضة وتصاعدها، لاسيما أن الاحتلال بكافة أجهزته لم يستطع إيقافها بعد شهر من انطلاقها، وكذلك الأجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة الغربية، هذه الانتفاضة يقودها الشباب والفتيات والنساء والأطفال، والمتابع لخلفيات الشهداء الذين نفذوا عمليات يجدهم لا ينتمون إلي أحزاب أو تنظيمات، فالشعب اليوم يقود انتفاضة، ويسبق قيادته في إشعال فتيلها والحفاظ علي استمرارها، في الميادين وعبر كافة الوسائل والمنابر السياسية والإعلامية.

انتفاضة القدس تؤكد للعالم مركزية القضية الفلسطينية وأن الشعب الفلسطيني ينتزع حقه في ظل انشغال بعض الدول العربية بقضاياها الداخلية وإدارة الظهر من بعضها، والخيانة من البعض الأخر لفلسطين وشعبها، كما تؤكد الانتفاضة بأن الحقوق تنتزع ولا توهب ضارباً بعرض الحائط كل التنازلات السياسية علي مدار عقدين من الزمن قدمتها السلطة لإسرائيل دون مقابل.
الشعب قرر القبض علي الجمر ودفع فاتورة نضاله ضد المحتل، واستعادة حقوقه بكافة الوسائل والأدوات دون الاكتراث بمن يقبل أو يرفض هذه الانتفاضة دولياً و إقليمياً وعربياً وفلسطينياً.