نشر بتاريخ: 11/11/2015 ( آخر تحديث: 11/11/2015 الساعة: 21:05 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
يعرف كل مراسل صحافي ميداني، ان الاحتلال العسكري الاسرائيلي انتهج منذ اسابيع اسلوب القضاء على الصف الاول من شبان الانتفاضة. ويقوم بذلك بصمت وخبث وبكل الطرق التي يمكن ان تصلها يداه. بدءاً من الاغتيال والاعدام الميداني ومرورا بالاصابة والتسبب بالاعاقة ووصولا الى الاعتقال.
وسنكشف هنا ان الاعدام الميداني لا يقتصر على منفذات ومنفذي عمليات الطعن، وانما طال العشرات من رماة الحجارة والمتظاهرين على الحواجز العسكرية، حيث أكدت مصادر عسكرية ان كابينيت الاحتلال اوكل للقناصة مهمة اغتيال النشطاء البارزين في التظاهرات، وان اطلاق القناص لرصاصته يأخذ موافقة الحاكم العسكري في كل منطقة، وسوف نسرد هنا عددا من القصص التي تؤكد روايتنا.
في اليوم الذي خرجت فيه تظاهرات شعبية غير مسلحة في الضفة الغربية وصل عدد الاصابات في صفوف المتظاهرين 107 اصابات بينها اثنتان في الصدر بالرصاص الحي، و11 في مخيم قلنديا و96 على حاجز بيت ايل، منها 33 بالرصاص الحي و36 بالرصاص المعدني و19 حالة اختناق.
كما ان معظم الشهداء الذين سقطوا مؤخرا من خيرة ابناء الجامعات او طلبة خرجوا للتظاهر ولم يخرجوا لتنفيذ عمليات، سواء كان الشهيد ليث فضل الخالدي من مخيم الجلزون، او الشهيدة هديل الهشلمون من الخليل التي رماها الجنود بالرصاص على حاجز عسكري او معتز زواهرة من الدهيشة او المئات من المصابين بالرصاص في الصدر والعين والوجه والركبة والمفاصل .. واغرب ذريعة برّر بها الاحتلال قتله للمتظاهرين حين اعلن ان القناص أخطأ وقتل الشهيد الطفل عبد الرحمن عبيد الله وعمره 13 عاما، حيث قال جيش الاحتلال ان القناص أخطأ في اصابته. وهل يخطئ القناص اصلا؟
وهكذا تعمل هيئة اركان الاحتلال على تنفيذ خطة قتل واعاقة المئات من الشبان من خلال التظاهرات، فالى جانب 82 شهيدا وأكثر من 3000 جريحا هناك المئات من المعاقين والمئات من المعتقلين . وأخطر ما في الامر ان معظم هؤلاء من الاطفال ومن تلاميذ المدارس والجامعات . ويكفي ان نقول ان الشهيد الطفل شراكة من مخيم الجلزون كان في جيبه حين استشهد مصروف المدرسة وبعض الحلوى للاطفال.
ومن خلال وزارة الخارجية الاسرائيلية والاعلام العسكري تروّج اسرائيل انها تريد فصل الجمهور الفلسطيني عن المتظاهرين، وهكذا وفي كل يوم يسقط 100 شاب بالمعدل العام بين شهيد وجريح وأسير. دون ان ينتبه العالم ان اسرائيل تنفذ الاحكام الميدانية بالمتظاهرين وعلى الهواء مباشرة ، والفضائيات تنقل ذلك على الهواء .
المستعربون ومن خلال اعادة النظر في الاشرطة التي نجح الاعلام في تصويرها في القدس ورام الله وبيت لحم والخليل ونابلس ، قاموا بالتسلل باللباس العربي واختاروا اهدافهم بدقة، ويلاحظ ان المستعربين اختطفوا الشاب هشام السقا من بيت لحم من بين اربعة اخرين كانوا معه في التظاهرة. وكذلك استهداف الشاب وجيه الطريفي "ابو الدبكة" الذي كان يرشق الاحتلال بالحجارة ويؤدي دبكة فلكلورية.
ومن المؤكد لنا كصحفيين نتابع ونغطي التظاهرات يوميا ان اسرائيل لديها بنك اهداف معزز بالصور للضحايا وتقوم باختيارهم سواء رشقوا حجارة او لا، لان القناص يملك صورهم ويخرج ويركع على الارض ويوجه بندقيته الى اجسادهم سواء كانوا في اول صفوف التظاهرة او في اخرها، ودليل على ذلك ان قناص بيت لحم اصاب شابا من مخيم العزة وهو يجلس مع اصدقائه بعيدا مئات الامتار. وكذلك في بلدة بيت أمر ومخيم العروب والخليل وبلاطة التي استخدم الاحتلال القنص فيها منذ اعوام.