الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المستعربون.. قتلة وجبناء رضعوا الغدر والخسة بدل الشرف العسكري

نشر بتاريخ: 13/11/2015 ( آخر تحديث: 14/11/2015 الساعة: 10:27 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

ليس هناك أحقر من أن تجلس مع انسان تأكل معه في مطعم ثم تقوم وتذبحه، قصة حقيرة ومنحطة تخلو من أي شرف عسكري، وتنتهج النذالة والخسة في تحقيق أي هدف لا سيما اذا كان الخصم من المدنيين أو تلاميذ المدارس أو المرضى أو الجرحى. ونذكر جميعنا حين دخل المستعربون عام 1990 على صالون حلاقة في البلدة القديمة بنابلس ونفذوا مذبحة ضد نشطاء تنظيم فتح (الفهد الاسود) وهم يقصون شعرهم دون اية محاولة لاعتقالهم.

ورغم كل محاولات الاحتلال اظهار وحدات المستعربين (شمشون ودوفدوفان ويمام ويسّام) على أنهم جنود عسكريين الا أنهم لا يرتقون الى مستوى الجندي ولا حتى الى مستوى المرتزقة، فالمرتزق يحارب من اجل المال ويقف في الميدان يقاتل، وقد يموت أو يقتل، ولكنه يبقى محاربا. اما المستعرب فهو قاتل نذل ووضيع وخسيس، لا يملك في صدره الا قيمة سلبية واحدة هي التسلل كالأفعى وقتل الضحية ثم الاستعانة بالجيش في الهرولة والانسحاب مثل الفأر من ساحة المواجهة.
قام الاحتلال بعمل عشرات الافلام التلفزيونية، والمئات من التقارير والمقالات بكل اللغات لتقديم وحدات المستعربين على انهم جنود عسكريون، ولكن ذلك لم يزد الرأي العام سوى يقينا أنهم حثالة الوحدات العسكرية، وإمّعات المعسكرات، وهم مجموعة من المنحرفين العقليين والمرضى النفسيين تم تجريدهم من كل شرف، وإرضاعهم معاني الخيانة والتحلل من قيم البشر والحضارة، وتدريبهم على المهمات التي لا يقبل أي جندي شريف القيام بها، ولا يستبعد أن يكونوا من متعاطي الحبوب والمخدرات والمنشطات، ومن ثم ارسالهم لذبح الضحايا امام عائلاتهم وأولادهم. مع العلم أنه وفي اخلاق المافيا ممنوع قتل الخضم امام اولاده وعائلته، ولكنهم نزلوا درجات أسفل من أخلاق المافيا، فرجال المافيا لديهم قوانين يلتزمون بها، اما المستعربون فقد تجردوا من القيم والأخلاق والمبادئ.
وللمقارنة السريعة نعرف أن الجبهة الشعبية حين كانت تخطف طائرات كانت تصدر الاوامر للمنفذين بمنع قتل أي ضحية، كما ان الشهيد مجدي ابو جامع وحين اختطف حافلة اسرائيلية عام 1986 على طريق عسقلان اوقف الحافلة وسمح لمجندة بالنزول لأنها ابلغته انها حامل، اما الشبان الذين نفذوا عملية ايتمار فقد قتلوا الجنرال وزوجته وحافظوا على حياة اربعة اطفال في المقعد الخلفي، وفي التحقيق قال المنفذون وهم من حركة حماس: نحن لا نقتل اطفالا مثلكم ، لان ديننا وأخلاقنا تمنعنا عن ذلك.

ومن خلال الافلام التي بثها تلفزيون اسرائيل طوال 27 عاما، واعترافات المستعربين عن عملياتهم القذرة في فلسطين وجنوب لبنان، فإنهم وبعد الاستغناء عن خدماتهم يلجأؤون الى عزل انفسهم عن المجتمع ويعيشون حياة ضنكا ، لا يثقون بأحد ولو كانت زوجاتهم ، ويتعاطون المهدئات والمخدرات من اجل العودة الى حياة شريفة تليق بالبشر ، لكنهم يفشلون.

هيئة أركان الاحتلال تحاول في كل مناسبة أن تباهي الان بهؤلاء القتلة الانذال وقد شكلت لهم كتيبة جيش خاصة بهم ومعهم وحدة الكلاب، وتحاول أن تجعل منهم قصة، اوربما حكاية. لكن الامر ليس بهذه البساطة، لان تباهي أي عسكري بمثل هؤلاء الانذال يعني أنه مثلهم، ويعني انه يتماهى في روحه وعقله مع هؤلاء المرضى النفسيين. بل ان الكلاب التي تقوم بمهام عسكرية تملك شرفا عسكريا أكثر مما يمتلكون.
إن خروج متظاهر أعزل للتظاهر امام جيش مثل جيش اسرائيل، يعتبر بطولة عالية، وكرامة وطنية مشرّفة، اما أن يلجأ جيش مثل اسرائيل لتشكيل عصابات قتل وذبح واختطاف، تندسّ وسط السكان ويقومون بتنفيذ جرائمهم، فهذا يعتبر انهيارا اخلاقيا عند هذا الجيش.
وقد تباهي الجيوش بالقوات الخاصة عندها، باعتبار جنودها من اصحاب التدريبات القاسية والخشنة، وينفذون مهمات تبدو في غالبها مستحيلة على الجنود الطبيعيين ، ولكن لا يمكن لاي جيش سوي أن يباهي بانحطاطه اخلاقيا وقيميا وعسكريا ليدرس جنود قتلة بلباس تخفي وسط تلاميذ مدارس او مشفى او جامعة او قسم الولادة او سوق خضار . فهذه هي اخلاق العصابة ، وإسرائيل لم تنجح بعد 70 عاما منذ تشكيلها لجيشها ان تتخلى عن اخلاق العصابة.
إن جيش اسرائيل تم تشكيله عام 1948 من عصابات الهاجاناة وقتلة منظمات ليحي واتسيل وغيرها ، وهي لغاية اليوم تعيش اخلاق العصابة والقتل ونسف الاسواق والغدر وتفجير المقاهي وقصف المنازل المأهولة بالسكان، وقد تغلغل هذا المرض ليصل الى أعلى مستويات اجهزتهم الامنية وقياداتهم ، فترى ايهود باراك يتفاخر في كتاب مذكراته كيف تخفّى بلباس امراة وباروكة شعر صفراء ليدخل الى شارع الفردان في بيروت ، ومثله شمعون بيريس حين لبس باروكة وزار المغرب ، ومثله نتانياهو وبيغن الذين لبسوا لباس امرأة ، ليثبت ذلك انهم مجرد أقلية خائفة ولا تثق بنفسها ولا تستطيع العيش مع الاخرين المختلفين عنهم في الفكر او الدين او اللغة .
ان المستعربين خير دليل على انحطاط اسرائيل ، وأكبر اثبات انهم أقلية باغية ، لا تثق بنفسها وتحاول الاستعاضة عن خوفهم وعقدة الخصاء والفناء عندهم بقتل الاخرين ومحاولة افنائهم .
كلّما استعرب جندي يهودي انتصر طفل عربي ، وكلما تسلل المستعربون الى اسواقنا وشوارعنا وحتى مراحيضنا ، كلما عرفنا اننا انتصرنا واننا ننتصر عسكريا وسياسيا وثقافيا وأخلاقيا ، وانهم انقلبوا ، "وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" .