نشر بتاريخ: 16/11/2015 ( آخر تحديث: 16/11/2015 الساعة: 12:01 )
الكاتب: مها شوقي جبران
عنوان الدراسة:" الذكاء العاطفي لدى زوجات الأسرى وزوجات غير الأسرى في محافظة بيت لحم في ضوء بعض المتغيرات"
المشكلة التي تصدت لها الدراسة هي التعرف إلى درجة الذكاء العاطفي لدى زوجات الأسرى مقارنة مع زوجات غير الأسرى في محافظة بيت لحم؛ واستمدت الدراسة أهميتها من تسليطها الضوء على شريحة هامة من المجتمع الفلسطيني (زوجات الأسرى) والتي لم تأخذ حقها في الدراسات والأبحاث ،رغم أن نسبة الأسرى المتزوجين تقارب (48%) من إجمالي عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حتى تاريخ 25/5/ 2015م أي ما يقارب النصف . هؤلاء الأزواج تركوا زوجات يتحملن مسئولية كاملة ، زوجات يقعن تحت تأثير تجربة قاسية يمكن أن تهز المرأة من أعماقها وتعمل على اضطراب وخلل وفوضى في حياتها ، وتمر بظرف يتطلب منها إعادة ترتيب حياتها وإعادة التوازن لها قدر المستطاع حتى تتمكن من التعايش ، وحتى تبقى فرداً مؤثراً في المجتمع لا مُتأثرة فقط. كما استمدت الدراسة أهميتها من موضوعها وهو الذكاء العاطفي ، وهو مفهوم عصري حديث, أظهر تأثيرات واضحة ومهمة في حياة كل شخص وفي طريقة تفكيره وعلاقاته، وانفعالاته وقدرته في السيطرة على هذه الانفعالات و التي هي أساس الإرادة وأساس الشخصية ، وهذا يتضمن ضبط العواطف واستثمار المناسب منها عند الحاجة إليها، وكذلك تغيير أنماط السلوك المتعلَّمة في اتجاهات مرغوبة .
وهدفت الدراسة إلى معرفة درجة الذكاء العاطفي لدى زوجات الأسرى وزوجات غير الأسرى في محافظة بيت لحم، و إلى تقصي الفروق في درجة الذكاء العاطفي بين زوجات الأسرى وزوجات غير الأسرى في محافظة بيت لحم في ضوء عدد من المتغيرات، وهي: منطقة السكن، والعمل، والعمر، والمؤهل العلمي، وعدد الأبناء، ودخل الأسرة، وسنوات الزواج، وتقصي الفروق في درجة الذكاء العاطفي بين زوجات الأسرى في ضوء متغير فترة الاعتقال.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن أفراد العينة يتمتعن بدرجة ذكاء عاطفي مرتفعة بلغت(69.3)، وإنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الذكاء العاطفي بين زوجات الأسرى وزوجات غير الأسرى. وأشارت نتائج الدراسة أيضاً إلى أنه لا توجد فروق دالة إحصائيا في متوسطات درجات أفراد العينة على الذكاء العاطفي تعزى لمتغير منطقة السكن، والعمر، ودخل الأسرة.
كما توصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة أحصائياً تعزى لمتغير العمل لصالح زوجة أسير تعمل، ولمتغير المؤهل العلمي لصالح زوجة أسير حاصلة على درجة البكالوريوس فأعلى، ولمتغير عدد الأبناء لصالح زوجة أسير لا يوجد لديها أبناء وزوجة غير أسير لديها ستة أبناء فأكثر، ولمتغير سنوات الزواج لصالح أقل من سنتين لزوجة غير الأسير وزوجة أسير في الفترة بين سنتين إلى خمس سنوات.
كما بينت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الذكاء العاطفي بين زوجات الأسرى تعزى لمتغير عدد سنوات الاعتقال.
طبيعة المرأة والدور المناط بها في الحياة كأم وزوجة يجعلها تمتلك العاطفة والحنان وتحب الناس وتحب المشاركة الاجتماعية، و المرأة الفلسطينية امرأة لم تكسرها الظروف، بل بالعكس أصبح لديها القدرة على التكيف مع الواقع الذي تعيش فيه، وهي على وعي بمشاعرها وعواطفها ولديها القدرة على التحكم بهذه العواطف وهي قادرة على إدراك المشاكل التي تمر بها والتعبير عنها واحتواء المشاعر والسيطرة على ردود الفعل التلقائية، مما يجعلها أقدر على مواجهة الضغوط .