نشر بتاريخ: 21/11/2015 ( آخر تحديث: 21/11/2015 الساعة: 15:48 )
الكاتب: مصطفى ابراهيم
إسرائيل مستمرة في مقاربتها للإنتفاضة الفلسطينية والتضحيات الفردية التي يقوم بها شبان وصبايا ووصمها بالإرهاب، و استغلال تفجيرات باريس لإخراج الحركة الإسلامية في الداخل عن القانون وغيرها من المؤشرات المقلقة التي ستستهدف الكل الفلسطيني، و مع أن عوامل مقاربتها متناقضة في ذاتها لكنها تأتي خدمة لمصلحتها الأمنية وأنها مستهدفة من إرهاب "تنظيم الدولة الإسلامية" "داعش" . إسرائيل تدعي أنها بلد الأمن و الأمان وتدعوا يهود فرنسا وتحاول إقناعهم بالهجرة إلى إسرائيل لأنهم لن يكونوا في مأمن إلا إذا ما هاجروا إلى إسرائيل.
وفي الوقت ذاته تقول أن الوضع خطير جداً و تدعي أن "داعش" أصبحت على حدودها كما نقلت صحيفة "ماكور ريشون"، اليوم الجمعة على لسان مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن تنظيم "داعش" يقترب من الحدود الإسرائيلية، وأن إسرائيل تتعاون مع أجهزة الاستخبارات الغربية وتسلمها معلومات حول انضمام أجانب إلى التنظيم. فقد نشر التنظيم شريطا مصورا بالعبرية، وبعد ذلك في غضون أسبوعين أسقط طائرة في سيناء، وفجر انتحاريين في بيروت وشن هجمات في باريس. و أن الكشف المتزايد عن خلايا لداعش في الوسط العربي (في الداخل) تدل على اتجاه الخلافة الإسلامية نحو المس بإسرائيل. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه "تعلمنا على جلودنا خلال الانتفاضة الثانية، أنه من أجل إحباط هجوم".
على جانب أخر كانت المفاجأة لدى قيادة الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن عملية الطعن في تل أبيب نفذها رائد مسالمة ٣٦ عاما، متزوج ولديه أولاد من سكان دورا قضاء الخليل أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين، يحمل تصريح عمل في إسرائيل ويعمل في مطعم، ولا أي سابقة أمنية في حياته و بروفايله نظيف. و اعتبر الجيش ذلك تحول دراماتيكي، إذ ان العمليات الجارية ينفذها شبان ما دون العشرين، هو يعرف تل أبيب، كما قال مسول امني بان العملية التي نفذها ربما جاءت جراء تأثير داعش لذا نفذ عمليته في تل أبيب وطعن مصلين يهود، هذا صعب كيف فكر وكيف في لحظة نفذ، كيف ندخل في عقله.
هذا ما ذكرته مراسلة الجيش في الإذاعة العبرية، التي أضافت أنهم في الجيش الإسرائيلي و الشاباك لا يعرفون حتى الآن موعد لنهاية الإنتفاضة، فمرة وتيرتها تعلو وأخرى تهبط، و أنهم يحاولوا عدم المس في حياة السكان في الضفة، لذا لا يوجد تفكير بسحب أو وقف تصاريح ٦٠ إلف عامل يعملون في إسرائيل بطريقة رسمية، ونحو ٦٠ ألف آخرين بدون تصاريح لإعالة نحو ٦٠٠ ألف إلى ٨٠٠ ألف فلسطيني. وهذا نابع من رؤية الشاباك و وزير الأمن موشي يعالون، ورئيس هيئة أركان الجيش غادي آيزنكوط، اللذان يعتقدان أن معاقبة هؤلاء العمال، ومنعهم من إعالة عائلاتهم، هو خطأ خطير جدا، وسيؤثر على الأوضاع الإقتصادية للسكان، و باعتبار أنه يعمل بشكل مواز لمحاربة "الإرهاب" واعتقال المطلوبين. كما أن الأجهزة الأمنية تمتنع عن فرض الحصار ومنع التجول وتقول أن الخروج للعمل داخل الخط الأخضر من شأنه أن يشكل عاملا عائقاً للفلسطينيين ومنعهم من الإنخراط في الإنتفاضة للحفاظ على مصالحهم.
في المقابل إسرائيل مستمرة بالضرب بفرض عقوبات جماعية قاسية وتنفذ إعدامات ميدانية على الشبهة، وهدم المنازل وتقوم بحملة اعتقالات شرسة طالت الأطفال من بينهم طفلات كما جرى قبل يومين باختطاف ثلاث قاصرات. وحسب تقرير لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين إن قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت ما يزيد عن ألف طفل فلسطيني منذ مطلع تشرين أول/ أكتوبر الماضي، و أن نحو 400 طفل فلسطيني ما يزالون قيد الاعتقال. وقتلت في نفس الفترة 91 شهيدًا بينهم أطفال، وألاف الجرحى.
هذه التضحيات والضحايا ومحاولة الاستغلال و التحريض ومقاربة إسرائيل مقاومة الانتفاضة الفلسطينية والتضحيات بتفجيرات باريس وإرهاب داعش يثير القلق، في وقت يسود صمت من القيادة وموقفها من الانتفاضة و مآلات دعمها وتطويرها وقيادتها، وما يقال عن محاولات وقفها وفقا لرؤية القيادة ومشروعها السياسي ومحاولة استثمارها، وموقف الفصائل بما فيها حركة حماس العاجز عن أي فعل وطني حقيقي يوحد الحالة وينهي الانقسام ومواجهة مخططات إسرائيل ومشاريعها.