نشر بتاريخ: 25/11/2015 ( آخر تحديث: 25/11/2015 الساعة: 11:34 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بعد الذي كان ؛ وبعد ان فشل حان ومان في زحزحة او اخافة الشارع الفلسطيني ؛ تترسم صورة جديدة للاطراف والحدود . ومن المهم ان نبصم بالعشرة ان لا عودة لما قبل اكتوبر 2015 ، فحكومة نتانياهو اليمينية رفعت سقف التحدي امام القيادات الفلسطينية بطريقة احرجت الحمائم والصقور والجوارح والدواجن والاوز وكل اصناف الطيور السياسية .
احزاب حكومة نتانياهو ؛ ووزراء حكومة نتانياهو الذين اقتحموا الاقصى وطالبوا بهدمه لبناء الهيكل المزعوم ؛ هم انفسهم الذين أهانوا العرب واستفزوا مشاعرهم القومية والدينية ؛ تسببوا في انهاء معسكر السلام في المقاطعة .
. ولا اعتقد ان اي قائد فلسطيني يجرؤ الان على البوح بضرورة المحاولة من جديد والتفاوض مع اسرائيل . وانا شخصيا افضل ان اصف د صائب عريقات انه امين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ، ولم اعد استخدم رئيس طاقم المفاوضات ؛ لانه لا يوجد مفاوضات الا في العالم الافتراضي للمفاوضين .
بل انني أكاد أجزم ان الشعب الفلسطيني ، قد لا يقبل بعد سنوات دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس ؛ فقد تسببت حكومات نتانياهو في نزع الدسم من هكذا شعار ؛ ولا استغرب ان غالبية العرب والمسلمين سيرفضون لاحقا فكرة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 67 , حتى لا كانت مطلية بالذهب وفيها مطار وميناء في غزة واخر في البحر الميت .
ان العنجهية الصرفة ( سلوك فظ وعنصري ) التي تركب وزراء اسرائيل ستؤدي الى الحرب الدينية من جديد ؛ وطالما ان الارهابيين اليهود يريدون شوارع الخليل والحرم الابراهيمي ؛ فلا يستغربن احد اذا يطالب سكان الخليل بحائط البراق ؛ ويطالب سكان قلنديا بمنزل نتانياهو في حي الطالبية ؛ ويطالب سكان عايدة بمنازل قادة شاس في حي المالحة بالقدس واهل الظاهرية سيطالبون بمزرعة الابقار من عائلة شارون .
اذا استمر تدهور الوضع الميداني بهذا الشكل ؛ وواصل وزراء اسرائيل دعواتهم لحرب القبور وحرب المقامات في القدس وبيت لحم والخليل ونابلس قد يصبح كل شئ مباح ؛ وحتى الان لم يظهر كل طرف للطرف الاخر اسوأ ما لديه .
ذات يوم قال ايهود باراك لتلفزيون اسرائيل : لو كنت فلسطينيا لاخترت ان اكون مقاتلا في صفوف منظمة التحرير . فهل يا ترى لو ان اولاد نتانياهو فلسطينيين ومن مخيم لاجئين ؛ هل كانوا سيحملون السكاكين ويهاجمون قطعان حرس الحدود باب العامود في القدس !