نشر بتاريخ: 25/11/2015 ( آخر تحديث: 25/11/2015 الساعة: 10:35 )
الكاتب: إبراهيم المدهون
لم يكن مفاجئا حظر الحركة الإسلامية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فهو قرار متوقع بعد موجة التحريض من الإعلام والسياسة الإسرائيلية على الحركة، وبعيد دورها في تحريك قضية الأقصى والتنبيه للمخاطر التي يتعرض لها من تهديدات بتقسيمه وهدمه، فقد رفعت الحركة شعار القدس في خطر عام 2000 واستطاعت بفعالياتها ودورها تجيش الفلسطينيين والعرب والمسلمين لحماية المسجد الأقصى، وكشفت الكثير من مخططات الاحتلال لهدم وتقسيم الحرم القدسي.
ولم يقتصر نفوذ الحركة على الاسلاميين، فقد تحول الشيخ رائد صلاح لرمز وطني وإسلامي وعربي، كما أن نشاط الحركة الإغاثي والاجتماعي الواسع وصل لشرائح إسلامية وغير إسلامية من فلسطيني 48، كما يوجد تأثير حتى في مناطق الدروز والمسيحيين وغيرهم في الداخل، فللحركة دوراً هاماً ومؤثراً ومركزاً في تحريك والحفاظ على الهوية الفلسطينية بالداخل وذلك مع أخواتها من الاطر الوطنية الأخرى، وتلعب دورا محوريا على صعيد الخدمات والتوعية ولملمة الجرح الفلسطيني متحدية مكر الاحتلال الصهيونية وخبثه.
وقد استهدف التحريض الشيخ رائد صلاح بشكل مباشر وعلى لسان نتنياهو واستخباراته، وأتوقع اعتقاله أو اغتياله بطريقة لتغييبه عن المشهد، وقد حاول الاحتلال اغتياله في وقت سابق، أبان قدومه لغزة عبر أسطول الحرية وسفينة مرمرة، وكشفت التقارير الإسرائيلية أن الجنود أعطوا أوامر باغتيال الشيخ رائد في حال مصادفته، وبالفعل اطلقوا النار عليه إلا انهم اكتشفوا بعدما تردد اغتياله، أن شبيهه التركي المهندس إبراهيم بيلجين هو من قُتل بدلا منه، وكان يشبه الشيخ رائد صلاح.
ولهذا تحتاج الحركة الإسلامية لوقفة تدبر وحكمة وقدرة على مواجهة قرار الاحتلال بفكر وخطوات تجنبها الاصطدام العنيف، فقد يهدف القرار لجر الحركة الإسلامية للعمل العسكري أو مواجهة الاحتلال بطريقة تبرر المس ليس فقط بالحركة بل بالوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 48، ولهذا أدعوا لاستثمار المساحة في القانون حتى لو اضطُرت لتحويل اسمها وبعضا من فعالياتها، لتتجنب الانجرار لمواجهة يحدد وقتها وطبيعتها العدو. فتصريحات الشيخ رائد صلاح على الجزيرة خطيرة والذي تحدث فيها عن دور ورغبة أمريكية ومساندة عربية في هذا القرار، ويعني أننا أمام خطة لتصفية الوجود الفلسطيني والتخلص من قرابة 2 مليون فلسطيني أضحى وجودهم عقبة في مشروع يهودية الدولة وتهويد المقدسات وتسوية القضية لصالح الاحتلال، فمجرد وجود الفلسطيني يأكل ويشرب وينام على هذه الأرض هو أكبر عقبة أمام المكر الصهيوني المتطرف الذي يسعى ليهودية الدولة ولخلوها من العناصر العربية الاسلامية منها والمسيحية.
إن دور الحركة الإسلامية وأخواتها الوطنية محوري في مشروع التحرر الفلسطيني، وهي تسد ثغرة ﻻ يمكن سدها بسهولة، وإي انجرار لحالة استنزاف واجتثاث قد تؤدي لتفريغ الجهد الفلسطيني بالداخل من الوجود والايجابية الوطنية الفلسطينية، وأتمنى توحيد الجهود والمؤسسات لمقاومة هذا القرار وانتاج بدائل تُبقي الحركة في ساحة الفعل والعمل دون تأثر.