الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حادث السوخوي، بداية النهاية ام بداية البداية؟

نشر بتاريخ: 27/11/2015 ( آخر تحديث: 27/11/2015 الساعة: 11:07 )

الكاتب: د.احمد وجيه

من المعروف ان الرجل الاول في روسيا والعالم "بوتن" اجبر خصومه على احترامه واحترام روسيا الاتحادية بحسمه في اتخاذ القرارات الجريئة، ففي العام 2000 وعد بوتن الشعب الروسي، وداعمين الارهاب في القوقاز بأن ينهي الحرب في القوقاز خلال اسبوعين، وهنا شكك الكثير من المراقبين في استطاعة بوتن الوفاء بوعده، معللين ذالك بعدة عوامل، فمن جهة، الجيش الروسي الذي كان يفقد المعنويات القتالية والتقنية الحديثة آنذاك، ومن جهة اخرى حالة الفلتان الامني، والفساد التي تعيشها روسيا، ناهيك عن الوضع الاقتصادي لروسيا والمعاناة التي تعيشها خزينة الدولة الروسية.

وعلى الرغم من تلك الظروف إلا أن الرجل الصاعد في روسيا استطاع القضاء على الارهاب العالمي الموجه الى روسيا، وبنفس السياسة استطاع الروسي الذي لاينتمي الى البرجوازية، ان يحسم الكثير من الأحداث، التي مرت على روسيا في العقد الأول من الألفية الثالثة، فكان حاسماً في قضية أزمة الرهائن في مسرح موسكو، ومدرسة بسلان...
وبنفس النهج الحاسم الغير مكترث لمنتقديه، حسم أمر المعارضة في روسيا، واسترجاع الأموال المنهوبة الى خزينة الدولة، واعادة بناء الاقتصاد الروسي، و بناء قدرات الجيش، واثبت للعالم انه ماضي في رسم خريطة العالم من جديد بقراراته الحاسمة الجريئة، كما في الحرب الروسية الجورجية في العام 2008 وعلى الرغم انه كان يشغل منصب رئيس الوزراء إلا أن الجميع يعلم حجم الهيمنة والنفوذ التي تمتع بها، وبرهن أيضاً على ذلك في تعاطيه وتحديه للعالم في قضية أزمة اكرانيا.
وعليه نتسائل هل سيكتفي رجل روسيا بإرسال منظومة الدفاع الجوي اس 400 الى سوريا، واعادة موضعة وتحريك بعض القطع البحرية في المتوسط والاسود، ام هناك سيناريوهات محتملة؟

اعتقد ان رجل روسيا في مأزق لايحسد عليه في تدخله العسكري في سوريا، ولكن الرجل دائماً مايبرهن انه الأقدر على ايجاد المخرج، وهنا لا اعتقد ان الروسي لا يعلم ان تنظيم الدولة الإسلامية، ماهو الى غطاء لاطماع حلف الأطلسي والرغبة الملحة لأمريكا للهيمنة على الدولة السورية، وانه في حال تبدد الغيمة الداعشية عن الاراضي السورية، فبلاشك ستتكشف الاطماع الغربية، وتقاطع المصالح حتمي، فكيف سيتعامل الروسي مع الأزمة ومستجداتها؟
بلاشك فإن الطرف المتهاون في التعاطي مع المتغيرات والتطورات خاسر، هذا ماترجمه الروسي في تعاطيه مع القضايا والمستجدات، فكيف سيتعامل الروسي مع حادثة إسقاط القاذفة؟ وهل يجرؤ بوتن على قرع طبول الحرب على تركيا؟ الدولة التي تتمتع بغطاء من حلف شمال الأطلسي.

من يتابع السياسة الروسية سيجد انها تعمل بغطاء القانون الدولي، ودائماً ماتجد المبرر القانوني لتعاطيها مع القضايا، ومن هنا اعتقد ان روسيا ستعمل على اعادة الاعتبار لسلاحها الجوي، وستعمل بلاشك على استدراج سلاح الجو التركي للمجال الجوي السوري للقدرة على الرد المبرر، وهنا يبرز القادة، فهل سيتجاهل اردغان رفض طلب انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي، وهل سيتجاهل أيضاً الأحقاد التاريخية، ويعتقد ان اي مواجهة روسية تركية ستجر الأطلسي الى إسناد تركيا، ويتجاهل ان اقحام روسيا في حرب حقيقية، تنهك القدرة الروسية الاقتصادية، والعسكرية، مطلب امريكي حقيقي لاضعاف الروسي الذي استطاع انقاذ روسيا القيصرية من التفتت مابعد اقحامها في أفغانستان وخروجها مهزومة مطلع التسعينيات، و الذي يستغل الظروف، للوقوف في وجه الدكتاتورية الإمبريالية وسعيها الدؤوب للسيطرة واخضاع الكوكب، وهل سيتجاهل اردغان أيضاً ان تدمير تركيا، الدولة الصاعدة بثبات أمر ملح وضروري لاستمرار الهيمنة الأمريكية على المنطقة وسعيها في السيطرة على العالم؟

وهنا نتسائل، هل سينجح الأطلسي في تشويش مجال الرؤية لدى الروسي واستدراجه الى المواجهة، ام سيكتفي التركي أردوغان عند هذا الحد؟ ويكون حادث إسقاط القاذفة الروسية عبارة عن موقف يسجل لاردوغان لحفظ ماء الوجه، بعد ان اقتنع ان الواقع الروسي المفروض لن ينتهي الى بحرب مدمرة للمنطقة برمتها.