نشر بتاريخ: 02/12/2015 ( آخر تحديث: 02/12/2015 الساعة: 14:54 )
الكاتب: صادق الخضور
تتواصل الهبّة الجماهيرية، وفي ظل تزايد حالة النقاش المجتمعي عن ما تشهده من مشاركات الأطفال: الأسباب والنتائج، فإن القضية باتت في الأسبوع الأخير منطلقا لأحاديث تجمع في معظمها على ضرورة التقييم الموضوعي، وتداولها في سياق موضوعي لاعتبارات عدّة.
نبدأ بالشحن غير المبرر عبر وسائل إعلامية معينة، لها الحق في توجيه خطابي الحزبي كيفما تشاء، لكن توجيه الخطاب نحو فئة عمرية معينة، نقطة يجب أن تكون موضع نقاش ومراجعة خاصّة وأن الكثير من الحالات التي جرت مؤخرا تشير إلى حالات انفعالية، وهو ما يستوجب نقاش الموضوع برمتّه وبيان له وما عليه، وقد كانت حالة الإجماع على المقاومة الشعبية- ولمّا تزل- بمنأى عن كل اختلاف، وهو إجماع ظل على الدوام محكوما بضوابط ومعطيات، لعل أهمها وأبرزها توفير متطلبات الحماية للأطفال، وعدم جعلهم في موضع الخطر.
الحديث عن الأطفال يرتبط بالحديث عن الأطفال أنفسهم وعن منطلقات يجب ألا تغيب مهما كانت طبيعة المرحلة، فحماية الأطفال، والحرص على انتظام المسيرة التعليمية، وانتظام عمل المؤسسات، خطوات يفترض ألا تغيب في أيّة مرحلة من مراحل العمل النضالي، وإذا ما تمّت بلورة رؤيا واضحة لهذه المنطلقات فحينها يمكن الوصول إلى موقف موحّد، للمضي بالتوازي مع الأحداث الأخرى.
إن من الأهمية بمكان منح الموضوع ما يستحقّه من نقاش، والحديث عن حماية نابع بطبيعة الحال من وجود ردّ فعل مبالغ فيه من الاحتلال، واستثمار الاحتلال أي تواجد لأطفالنا في قلب الحدث لقتلهم وتقديمهم للعالم باعتبارهم إرهابيين وهم الذين لا زالوا في طور البراءة.
حوارات كثيرة تدور، وكثير منها لا يخرج للعلن، ومواقف تتبناها الغالبية في هذا السياق تبقى غير ظاهرة.
مهرجانات وخطابات هنا وهناك، ومعظمها في مناطق بعيدة عن الأحداث تتجاهل أن حالة التعبئة غير المحكومة بضوابط تنعكس على شكل ردود أفعال يغلّفها التسرّع وعدم التقييم الموضوعي لأي عمل.
في خضم الأحداث يجب ألا ننسى أن أطفالنا في النهاية أطفال، ولذا يجب الاحتكام إلى تقييم ما يرتبط بهم من منظور شمولي يتناول الجوانب جميعها لا جانبا واحدا، فنحن الذين " نحبّ الحياة ما استطعنا إليها سبيلا"، نبقى معنيين باستثمار فضاء العطاء بشكل يتيح لنا معانقة الحياة، ومعانقة الحياة ممكنة بأكثر من وسيلة، فالإبداع في الانتماء والعطاء، والالتزام التعليم، وتنمية المواهب، وإعداد الموهوبين ليكونوا فاعلين، والتواصل مع أطفال العالم لإظهار مدى حقنّا في الحرية، وغيرها من الجوانب التي تشكّل محطات لإبراز مجالات ممكن استثمارها لصالح منح أطفالنا فرصة للتعبير عن ولائهم للوطن، وتباين الرؤى حريّ بألّا يصل نقاطا مفصلية أكبر من أن تكون عرضة للتباين.
من جديد: هي دعوة للتأمل والتقييم الذاتي، ووجود آراء لمختصين في الجوانب النفسية والسيكولوجية يجب أن يكون حاضرا في مركز التقييم، فمن أجل أطفالنا، هناك أهمية لإدارة نقاش جدّي معمّق مسئول يطال كل المعنيين وصولا إلى رؤية موحدّة واضحة، ولعلّ ما حفلت به مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا من آراء يستحق أن يكون بداية للنقاش بل موجهّا له.