الكاتب: بهاء رحال
في أمرٍ طبيعي ، ككلِ العائدينَ
منَ المنفى ، يبحثونَ عن صورٍ
تركوها ويتساءلونَ ، كم تغيرت
البلاد في الغياب ..
*
الشجيرات في خاصرة الجبل
تعلو عرش المكان ، كأنها رسم
يد غلبت الحداثة ..
والظل انعكاس الحياة في طبيعتها
الأولى ، فلا صور أمامك الا ما توحي
به ذاكرتك الممتدة في البعيد ..
*
البلابل في المكان كأنها ريح بقاء
تنشد عذاب الرحيل ، والعصافير عادت
تستقبل آهات قلبك باقتراب الغد ..
لا أحد يفكر بالمنفى فكل اسباب الولادة
تضيق وكل رسم بلا هوية ، ضلال ..
*
يكبر صوت الحنين في قلبك
عائداً لأرض المكان ، كغريب
أتى للزيارة ، أو قريب صاحبه الحظ
فأمسك به وتجاوز الجدار صوب المدينة
يفتش عن اشيائه فيها ..
*
الظل على الأرصفة مشبع الحب
والأوراق الذابلة في خريف العمر
كأنها شظايا فرح متكبر ، مطر
في أزقة القدس ، وأنا وحبات المطر
نحبك يا أرض ف ابتسمي ..