نشر بتاريخ: 03/12/2015 ( آخر تحديث: 03/12/2015 الساعة: 13:21 )
الكاتب: اللواء عبد الاله الاتيره
دخلت الانتفاضة الفلسطينية الحالية شهرها الثالث منذ ايام ، هذه الثورة الفلسطينية المتجددة التي عمادها الطفل الفلسطيني المقهور ، المظلوم ، فاقد الامل من كل شيء ، اللهم حقه بحياة طبيعية حرة تحت الشمس بعيدة عن الاحتلال والظلم والقهر والحواجز وانسداد الافق .
انتفاضة شعبية خالصه ، كما طالبت بها القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابو مازن ، جاءت في التوقيت الصحيح المنقذ ، بعدما تجاهل اوباما ذكر كلمة واحدة على القضية الفلسطينية في خطابه الشهير امام الامم المتحده ، فتحرك الطفل والشاب والمرأة الفلسطينية ، لتتصدر فلسطين المشهد الاعلامي العالمي من جديد .
انا شخصيا لم افاجأ من هذه الانتفاضة ، لان حجم القهر بات لا يتسع في صدور شعبنا الفلسطيني، فكان لا بد من ردة فعل قوية وسريعه ، ربما بدأها مهند الحلبي ، ولكن لا احد منا على الاطلاق يعرف كيف ومتى ستنتهي ولا حتى في اي اتجاه .
ولكن وخلال هذه الاسابيع المجيدة ، خرجت علينا نغمة تتحدث عن اهمية تحييد طلاب الجامعات والاطفال والتجار والمرأة وغيرها من شرائح المجتمع عن الانخراط في هذه الانتفاضة المباركة ، تحت ذريعة كلمة حق يراد بها باطل " لا للموت المجاني " وهنا يحق لي ان اتساءل : وهل طعن علي واحمد دوابشةوامهم وابيهم ايا من جنود الاحتلال ، كي يموتوا موتا مجانيا ؟
هل شارك الشهيد شادي عرفة الذي اغتيل قرب المستوطنات القريبة من بيت لحم بالانتفاضة ؟ لقد كان يقود مركبته ويهم عائدا الى بيته الجديد وزوجته فتلقى رصاص الحقد .
هل اشتركت الجريحة شفاها الله سماح عبد المؤمن والتي اطٌلقت النيران على راسها مباشرة على حاجز حوارة وهي داخل سيارة والدها ، بالانتفاضة وطعنت احدا من جنود الاحتلال ؟
امثلة كثر شاهدها الجميع لجنود يقتلون ابناءنا ويلقون قربهم السكين ، فهل يسكى هذا موتا مجانيا ام ارهاب دولة ، لا بل عصابة ؟
لا يحق لاحد ان يتحدث عن الموت المجاني الا ويشير بأصبعه نحو الاحتلال القاتل المجرم فقط ، والا لماذا يترك الشهيد فادي امه المكلومه منذ ايام بأستشهاد ابنها – شقيقه- شادي الخصيب ويثأر لاغتياله ويرتقي شهيدا معه ، اليس هذا ردا على احتلال غاصب قتل كل امل فينا ؟ فعن اي موت مجاني تتحدثون ؟
لا يجوز لاحد استخدام هذا التعبير ، ولا التستر خلف هذا الشعار للهروب من الاستحقاق المطلوب منه ، وهنا اوجه كلامي للقيادة السياسية والفصائل على حد سواء .
لكن ، لنتساءل سويا :
الى متى سوف ننتظر حتى ينخرط الكل الفلسطيني في هذه الانتفاضة ؟
الى متى سوف يبقى الشبان والاطفال يقودون هذه الانتفاضة ونحن نتفرج عليهم ؟
متى بل وكيف نستثمر هذه الانتفاضة التي اخرجتنا جميعا من عنق الزجاجة ؟
الى متى سوف يبقى الشغل الشاغل للبعض ، كرسي هنا واخر هناك على حساب وطن لم يبق منه الكثير بين جدار واستيطان ومصادرة وحواجز ؟
الى متى سوف يبقى الانقسام والتراشق بين الضفة وغزة ؟
متى سوف نشاهد الاحزاب والتنظيمات والنقابات والطلاب والموظفون والنساء والاطفال في مسيرة بعشرات الالاف يحملون العلم الفلسطيني فقط ولافتات بكافة لغات العالم تقول : كفى لاخر واقذر احتلال ، متجهه الى حواجز الاحتلال بكل سلمية .
بعد ذلك ، صدقوني سوف نشاهد صورة مشابهة لمثل هذه الصورة وربما بأعداد اكبر داخل مدن اسرائيل تخرج لتقول لحكومتها ، لا للاستيطان ، فنحن لسنا اسرى لهؤلاء المتطرفين الذين باتوا عبئا علينا في كل جوانب الحياة .
هي كلمة الى القيادة الفلسطينية والتي تعد الان عبر لجانها المختصة عدد من القرارات من اجل فك عدد من الارتباطات مع اسرائيل ، اسرعوا في مواكبة ما يجري على الشارع ، لان الغضب الذي المسه يوميا على شتى الميادين في عيون وصدور الناس كبير ، انزلوا واسمعوهم وترجموا ما يفعلون من بطولات على الارض لقرارات سياسية ، اياكم ان تتركوهم لوحدهم ، لان البديل حينها لو خٌذلت هذه الانتفاضة وفي هذا التوقيت ، سوف يكون خرابا على الكل الفلطسيني ، ابتداءا من القدس وتهويدها الزماني والمكاني ، وليس انتهاءا بكراسيكم .