السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صخرة "سيزيف" عند معبر رفح

نشر بتاريخ: 04/12/2015 ( آخر تحديث: 05/12/2015 الساعة: 10:56 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

أنا أشعر بالغيرة الشديدة... غيرة من الروس لأن لديهم بوتين يدافع عنهم؛ وغيرة من الاتراك لان لديهم اردوغان يحميهم؛ وغيرة من اوروبا والصين؛ ولم اجد اي قائد عربي يدافع عن العرب؛ فالزعيم العربي اما متطرف ارهابي هارب في الجبال يفجر الاسواق، واما طيب وعاجز، واما دكتاتور على شعبه؛ واما خادم ليهود امريكا...
وقلت انها نعمة ان نكتب عن الهم المحلي بدلا من المأساة الكبرى .. وعاد السؤال الى رأسي، هل اغلاق معبر رفح سبب ام نتيجة؟ هل تفتح مصر معبر رفح 24 ساعة يوميا طوال ايام السنة اذا سلمت حماس المعبر للرئاسة؟ ولماذا لا تسلم حماس معبر رفح للرئاسة طالما انها سلمت الحكومة؟ وهل لدى حكومة الدكتور رامي الحمدالله خوارزميات الحل؟ هل تستطيع الحكومة حل مشاكل غزة؟ هل لدينا حلول اساسا ام ان "الالهة "عاقبتنا ان نرفع ( صخرة سيزيف ) الى أعلى قمة الجبل كل مرة؟
وفجأة ارسل لي الصديق احمد حنون عبر الواتس أب هذه ال"نكتة" . فقرأتها مرارا؛ وفي كل مرة تألمت أكثر ، وبالمناسبة انا اريد ان اهدي هذه النكتة لكل حكوماتنا ولكل الحكومات العربية ولكل التنظيمات ولكل الرؤساء ولكل المدراء في غزة ورام الله وجامعة الدول العربية:

كانت هناك نملة مجتهدة
تتجه صباح كل يوم إلى عملها بنشاط وهمة وسعادة
فتنتج وتنجز الكثير
ولما رآها الوزير تعمل بكفاءة متناهية دون إشراف
قال لنفسه:
"إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليها أحد
فكيف سيكون إنتاجها
لو عينت لها مشرفاً؟
وهكذا قام بتوظيف
الصرصور مشرفاً عاماً
على أداء النملة ً
فكان أول قرار له هو:
١. وضع نظام للحضور والانصراف
٢. توظيف سكرتيرة لكتابة التقارير
٣. عين العنكبوت لإدارة الإرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية

إبتهج الوزير بتقارير الصرصور وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج :
أ. رسوم بيانية
ب. تحليل المعطيات
لعرضها في إجتماع مجلس الإدارة القادم

فاشترى الصرصور
١. جهاز كمبيوتر
٢. طابعة ليزر
٣. عيَّن الذبابة
مسؤولة عن قسم نظم المعلومات

كرهت النملة المجتهدة
كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد
والاجتماعات التي كانت تضيع الوقت والمجهود

وعندما شعر الوزير بوجود مشكلة في الأداء قرر
١. تغيير آلية العمل في القسم
٢. تعيين الجرادة لخبرتها في التطوير الإداري

فكان أول قرارات الجرادة
١. شراء أثاث جديد
٢. شراء سجاد من أجل راحة الموظفين
٣. تم تعين مساعداً شخصياً لمساعدتها في وضع الإستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية

وبعد أن راجع الوزير تكلفة التشغيل وجد أن من الضروري تقليص النفقات وتحقيقاً لهذا الهدف عيّن البومة مستشاراً مالياً

وبعد أن درست البومة الوضع لمدة ثلاثة شهور رفعت تقريرها إلى الوزير توصلت فيه إلى أن القسم يعاني من تكدس العمالة الزائدة.

فقرر الوزير فصل النمله !!