نشر بتاريخ: 09/12/2015 ( آخر تحديث: 09/12/2015 الساعة: 12:34 )
الكاتب: عطا الله شاهين
سأل تلميذٌ معلمته والتي كانتْ ترتجفُ مثله ومثل بقية التلاميذ في صفٍّ رطبٍ لماذا عند المديرة تدفئة ونحن هنا نجلس في صف بارد بلا تدفئة؟ فرَّدتْ عليه المعلمة وأسنانها كانتْ تصطكّ من شدّة البرْدِ: المديرة على علاقة بمدير المنطقة، ولهذا هي تبحثُ عن ذاتها، فقالّ لها التلميذ: ولكنني قبل أنْ أدخل إلى الصفِّ لاحظتُ في غرفتها يجلسُ رجل ببذلة فاخرة، فمنْ هو هذا الرجل؟ فقالتْ المعلمة للتّلميذِ بصوتٍ خافتٍ أنتَ تكثر من الأسئلة، فدعك من المديرة الآن وركّز في الدرس.
فرد عليها التلميذ كيف لي أن أركّز والمديرة هناك تستدفئ من التّدفأة، ومِنْ نفَسِ الرجل القريب مِنْ مُحيّاها، فأجابته المُعلمة أُسكت، فالمديرة عنّستْ وتريد أن ترى حياتها قبل فوات الأوان، فابتسم التلميذ وقال الآن فهمت ففي هذا الصباح سألني والدي إلى أين مديرتكم ترهولُ مسرعةً في كُلِّ صباحٍ فالآن عرفتُ الإجابة فبعمرها هي تبحثُ عن حبٍّ يُدفّئها، أمّا نحن الفقراء لنا الله . فقالت له المعلمة يا لكَ مِنْ تلميذٍ لمّاح تفهمُ ما يدورُ مِنْ حولكَ بكلِّ ذكاءٍ أكثر ما تستوعبُ الدَّرس.