نشر بتاريخ: 11/12/2015 ( آخر تحديث: 11/12/2015 الساعة: 16:08 )
الكاتب: صادق الخضور
الرابع عشر من كانون أول من كل عام، موعد للإطلالة على المطلّ على ربوع العطاء دوما، الباقي جزءا أصيلا من معادلة التفاني؛ على المعلم الفلسطيني المواصل دوره الريادي، بجمع إبداعي بين عديد الخصال التي ترسي لأجيالنا واقعا أفضل.
في يوم المعلّم الفلسطيني، يتحدث كثيرون عن وجوب تكريم معلمينا، وهنا يجب التنويه إلى أن تكويم معلمينا يجب ألا يقتصر على المؤسسة الرسمية، ويجب أن تكون هناك مبادرات من القطاع الخاص، ومن المؤسسات غير الحكومية، ومن الهيئات المجتمعية، ومن غيرها من الأطراف، فالمعلم الذي قدّم جهده للجميع، حريّ بأن يتم تكريمه من الجميع.
لماذا لا تتبنى كل شركة تكريم معلمي/ات مدرسة؟ وأين دور البلديات والهيئات المحلية؟ ولماذا لا تبادر مؤسسات المجتمع المدني لأخذ دورها؟ وكلها خطوات ممكنة وقابلة للتحقق.
يأتي يوم المعلّم الفلسطيني هذا العام، والمعلمون والمعلمات يواجهون في كثير من المناطق تحديّات في الوصول إلى مدارسهم، ومنهم من لا يزال يدرّس في مدارس في كرفانات متنقلة، وكثير من هذه المواقف تستحق الإشادة والتقدير.
إن الاحتفاء بالمعلم يجب أن يكون يوما وطنيا بامتياز، نعمّق فيه في ذاكرة الأجيال خصوصيّة هذا اليوم اسما ومضمونا، فالاسم المقترن بالمعلم حافل بدلالات العطاء تجاوزت كل حدود العطاء، وهو ما يجعل من الأهمية بمكان التعامل مع اليوم بمنطق" كل واحد يستطيع .. كل واحد مطالب ب" ، فتكريم المعلمين أقل ما يمكن تقديمه لهم.
تكريم المعلمين في فلسطين ليس مناسبة اجتماعية فقط، بل هو حدث وطني استثنائي، والكل قادر على أن يبادر لتقديم لفتات خاصة في يوم خاص بمن ينيرون الدرب صبيحة كل يوم.
في هذا اليوم، يجدّد معلمونا العهد مع الأمل، ويطلوّن علينا من شرفة عطائهم وقد أتاحوا لطلبتنا تنمية مهاراتهم وقدراتهم، وزيادة معارفهم، وإذا أردت أن تسأل عن المواقف، فتلمّس إجابتك في مواقف معلمي سوسيا، وإذا أردت أن تبحث عن المبادرة فيممّم وجهك شطر مبادرة معلمات مدرسة أبو نوّار، وأن أردت الوقفة والموقف فزر مدرسة بيت عور، وأن بحثت عن أنموذج تجسيد حقيقي لمواقف الماجدات من معلمات فلسطين، فبادر لزيارة مدرسة قرطبة في الخليل.
هذه نماذج من عديد النماذج، ففي فلسطين عشرات المدارس التي تبدأ يومها بتحدّ سرعان ما يحيله معلمونا إلى قصص نجاح يشكّل معلمونا ومعلماتنا العنوان الأبرز لها، بصمودهم، وعطائهم، وتفانيهم، وحرصهم على أن يكون كل يوم من أيام العطاء في المدارس لبنة من لبنات البناء المعماري لذاكرة الأجيال.
في هذا اليوم؛ بانتظار أن نكون على موعد مع مبادرات من عديد الجهات الخاصة التي تتبنى " المسؤولية الاجتماعية" لتوجيه جهودها وجهة فرسان المسؤولية الاجتماعية وهم المعلمون، فعطائهم الماثل دوما، بماضيه الزاهي، وحاضره اليانع، يتطلب من الجميع الاحتفاء بهم من منظور ينحاز لاستشراف المستقبل، والمبادرة للتكريم لا تتطلب الانتظار.