الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من العالم الى الميادين فالمنار...حجب فلسطين من الفضاء

نشر بتاريخ: 14/12/2015 ( آخر تحديث: 14/12/2015 الساعة: 07:58 )

الكاتب: فارس الصرفندي

كان صيف العام ٢٠٠٧ حارقا في فلسطين ولهيب الانقسام يحرق الاخضر واليابس وكان الفضائيات ترقص طربا وخاصة النفطية منها على الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وتشرذم الحالة الوطنية وتشرذم الوطن الفلسطيني وانتصار الكيان الاسرائيلي دون حرب وتحقيقه اهم الانجازات دون ان يخسر جنديا واحدا او رصاصه واحده ...الفضائيات النفطية يومها انقسمت بين مؤيد لهذا الطرف ومؤيد للطرف الاخر اي منها لم يكن معارضا للانقسام ولضياع القضية الفلسطينية في صراع على سلطة وهميه ، يومها كنت كمراسل لقناة العالم في حيرة من امري واتصلت بادارتي في طهران كي اطرح وجهة نظري بأن علينا ان لا نقف مع هذا الطرف او ذاك وأن نتجنب حتى تغطية الصراع القائم وكانت المفاجأة أن موقف ادارة القناة تقدم على موقفي ووجهة نظري ، حين أبلغتني الادارة بأن علينا أن نطرح فكرة أن المستفيد الوحيد مما يحدث هو الاحتلال الذي ينتشي للدم الفلسطيني المسال بأيدي الفلسطينيين وهذا ما كان ...في كل رسالة كنت اتحدث عن فرحة ايهود اولمرت وحكومته وتاججيهم لهذا الصراع ...وحين اندلعت حرب العام ٢٠٠٨-٢٠٠٩ كان صوت قناة العالم كما قنوات المقاومة يقف متراسا خلف المقاومين والمقاومه ويفضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزه ويصف قادته بمجرمي الحرب وحتى بعد انتهاء الحرب ظل الزملاء في القطاع لاكثر من عام وهم يمرون على مدن ومخيمات واحياء وبيوت القطاع ينقلون المعاناة عبر برامج شبه يوميه ...في وقت كانت قنوات النفط اما تتهم المقاومه بانها السبب في الحرب لرفضها تمديد الهدنه واما تغض البصر عن جرائم الاحتلال وترفض ان تعلن انتصار القطاع والمقاومه وترفض ان تخرج قناة العالم ببرنامج اطلق عليه يومها غزة تنتصر ...قناة العالم كانت اول من طالها الحجب عن الاقمار العربية دون سبب يذكر وليصل التآمر الى حجبها عن القمر الاوروبي ...قرار الحجب كان سببه ان العالم تنطق بلسان الشعب الفلسطيني والشعوب المقهوره ويبدو ان نشيد الحرية لم يعجب المتحكمين بقمري النايل سات والعرب سات فكان القرار السياسي بحجب العالم ومنعها من البث على القمرين المذكورين في محاولة لقتل القناة وتدمير دورها في بث الوعي بين الشعوب الاسلاميه ...وبينما كانت العالم تحجب كانت قنوات الرقص والتعري تجد دعما وتاييدا من اصحاب الاقمار العربيه وبعد ذلك اصبحت الاقمار المذكوره مرتعا للقنوات التي تبث الفتنة الطائفية وتأجج الصراع المذهبي ...اليوم ومع قرار العرب حجب قنوات الميادين والمنار عن المشاهد العربي وقبلهما قناة العالم تطرح الاسئلة لمصلحة من هذه القرارات التي ان دلت على شيء تدل على ضيق افق الذين اتخذوا القرار ...ان القنوات التي تحمل الفكر المقاوم هي التي مازالت ترى بفلسطين القضية المركزية وتصر على ان تظل فلسطين حاضرة بقوة في برامجها وتحاول ان توجه البوصلة الى القدس وما حولها ...فحين تخرج قناة العالم ببرنامج اسبوعي يفضح مخططات الاحتلال في المسجد الاقصى والمدينة المقدسه تحت مسمى القدس في خطر وحين تفتح الميادين بثا مفتوحا من قلب القدس في كل مناسبة دينية او سياسية وتجعل في فواصلها الاعلانية صور فلسطين حاضرة وتجعل موسيقاها(( قاوم فيداك الاعصار لا تخضع فالذل دمار وتمسك بالحق فان الحق سلاحك مهما جاروا)) وحين تمجد قناة المنار رموز الثورة الفلسطينية وتقدم عبر مسلسلات من انتاجها صورا مشرفة للمقاومة والمقاومين في فلسطين وجنوب لبنان حين تعمل هذه القنوات بهذا الفكر والاستراتيجية فاعلم بان قرار الحجب الذي اتخذه مشغلو قمر عرب سات وقبل ذلك النايل سات هو حجب لفلسطين من الفضاء وطمس للقضية الفلسطينية وابراز القضايا التي تم انتاجها وتغليفها وتسويقها وفق اهواء قادة الاستكبار في هذا العالم ... ان قنوات المقاومة التي تحجب اليوم رفضت ان تفتح ابوابها للصهاينة كي يسوقو الرواية الاسرائيلية على حساب الرواية الفلسطينية في حين فتحت قنوات النفط ابوابها للصهاينة كي ينشدوا ((هاتيكفا)) ويبرروا قتل الفلسطينيين ويرسموا سيل الدماء الفلسطيني كينابيع ماء تجري لا ضير فيها ....الحكاية منذ البداية فلسطين وحتى ذاك الصراع القائم على اساس مذهبي وطائفي من فجره فجره ليرسم دائرة الامان حول من ينتهك الحق الفلسطيني .