الكاتب: أحمد أبو دقة
صورة معبرة عن الطبقية الفلسطينية تختزل الكثير من طبيعة النزاع الداخلي الفلسطيني، موسى أبو مرزوق ومحمد نزال على مأدبة طعام في فندق فاخر لا أعرف ربما التقطت الصورة خلال زيارة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى ماليزيا إحدى دول التحالف بالنسبة لحركة حماس، صورة أخرى في غزة لفتاة تعيش في العراء مع أشقائها تحت المطر لأن منزلها هدم في الحرب الأخيرة ولم تجد من يعمره عقب استشهاد والدها على ثغر من ثغور الوطن خلال دفاعه عن القضية.. النزاع بين القيادة السياسية الفلسطينية و بين قاعدة المجتمع التي تعيش في وادي سحيق من الفقر و البطالة و الحصار و الإعتقالات و القتل وبين قيادة سياسية منعدمة المسؤولية و الضمير، خالد مشعل حينما ظهر في مقطع فيديو وهو يرد على شاب من غزة كان رده واضح "نريد مصالحة على قاعدة الشراكة و ليس الإحلال"، تصريحات مشعل لا تختلف كثيرا عن تصريحات مسؤولي السلطة في رام الله فالكل يريد التقاسم، تقاسم ماذا؟ الاستشهاد على الحواجز في رام الله أم الإعتقال أم التهجير من البيوت، أم المبيت في خيمة منذ الحرب الماضية التي شنت على قطاع غزة... هم يريدون شراكة من نوع آخر شراكة بطاقات "v.i.p" ويريدون شراكة في جمع الضرائب ويريدون شراكة في اقتسام الرسوم الجمركية على المعابر ويريدون شراكة في المساعدات التي تقدمها الجهات المانحة، إذاً في حقيقة الأمر الصراع دائر بين من يعيشون في الفنادق الفاخرة وبين من يعيشون في الوادي السحيق من الفقر و الحصار و القمع..