الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة خضوري على خط النار

نشر بتاريخ: 16/12/2015 ( آخر تحديث: 17/12/2015 الساعة: 00:40 )

الكاتب: عبد الله كميل

لم أعتد الكتابة كثيراً بالسياسة وقد يعود ذلك لعدة اسباب أهمها طبيعة عملي كرجل مخابرات سابقاً ومن ثم محافظاً لمدة عام ونصف في قلقيلية وطولكرم حيث أنهيت مهامي لأسباب مشرفة لم أذكرها فالتزمت وانضبطت احتراما للسيد الرئيس حيث آثرت الصمت والنأي بنفسي عن الشأن العام إلا من "النشاط الفيسبوكي"- وهو وسيلة تواصل العصر _لكن ما شدني للكتابة الآن هو المأساة التي تتعرض لها جامعة خضوري والتي تستفز الحجر،ولا أقصد هنا إستهدافها من قبل الإحتلال حيث تحدثت عن ذلك سابقاً حينما كنت محافظاً لمحافظة طولكرم..تحدثت عن ذلك لكل من زارني من سفراء و قناصل ووزراء،لا بل كان موضوع جامعة خضوري من الموضوعات الرئيسية على طاولة جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في دار المحافظة في شهر ايار عام 2014م حذرني البعض من التركيز كثيرا على الموضوع وتحديدا ما يتعلق بالاراضي التي تستخدمها جامعة النجاح التي كان يرأسها رئيس الوزراء د رامي الحمدالله وذلك حتى لا اثير حفيظته واستفزازه وبالفعل فقد قدمت مرافعه طويلة أمام رئيس وأعضاء مجلس الوزراء حول كافة القضايا التي تعاني منها محافظة طولكرم وركزت حينها على الجامعة لادراكي مدى أهمية دعمها وحل مشاكلها المستعصية واهمها تعدد الجهات التي تبسط يدها على اجزاء من اراضيها كوزارة الزراعه وسلطة الطاقه وبشئ من الايحاء وبطريقه دبلوماسية حول جامعة النجاح التي تستخدم المباني القديمة وما يربو على الثمانون دونما من أراضيها ، حيث تم إقرار لجنتين احداها فنية خاصة لوضع صيغة قانونية مناسبة لاحداث الاصلاح التشريعي والقانوني وصولا لوضع قانون خاص بالجامعه يخرجها من بين القيود التي وضعها فيها قانونها الحالي وكذلك فقد تم تشكيل لجنه كنت عضوا فيها وكذلك امين عام مجلس الوزراء ووزير الزراعه ورئيس سلطه الطاقة لتسوية المشاكل المتعلقة بأراضيها، ،وبالفعل فقد قامت اللجنة الخاصة بتوحيد أراضي جامعة خضوري برفع مذكرة التفاهم الموقعه من كل اعضاء اللجنة إلى رئيس الوزراء بإصرار مني شخصياً حيث تم إعتماد ما جاء بهذه المذكرة التي حمَلت برنامجاً كاملاً لإنسحاب بعض الجهات الحكومية من أراضي الجامعة ألا أن بعضهم لم ينسحب حتى اللحظة للأسف حيث وللعلم فقد عملت المستحيل وبذلتُ جهوداً مضنية حتى يتم تطبيق ما جاء بهذه المذكرة ومن ثم استمرت المطالبه بتوحيد اراضي الجامعه وبتفاهم مع رئيس الوزراء بعد الحاح فقد وعد وامام الجمهور اثناء حفل تخريج للجامعه وامام عدد من الشخصيات بينها الدكتور عدنان بدران رئيس الوزراء الاردني الاسبق بان يتم سحب كلية الزراعة التابعة للنجاح من الجامعه خلال فتره قصيره، وبقيت المطالبات التي اصبحت مستفزه بتطبيق ما جاء بمذكرة التفاهم والوعودات الختصة بخضوري إلى أن تم نقلي من المحافظة.

لم أُفاجأ كالكثير من المراقبين بقرارات مجلس الوزراء المتعلقة بتجميد أموال جامعة خضوري وبعض المعاهد والكليات الحكومية وحسب رأيي فالمقصود فقط خضوري حيث أن طولكرم هذه المحافظة (المنحوسة للاسف) بالرغم من خصوصيتها كمحافظة حدودية لها تاريخ مقاوم وكذلك كونها محافظة خرجت العديد من العلماء والأكاديميين حتى أسماها الرئيس الراحل ياسر عرفات رحمه الله بمحافظة التفوق والنجاح تعيش حالة من الإستهداف الدائم من قبل الإحتلال ،وكذلك جامعتها خضوري فقد تم ضم أكثر من 200دونم من أراضيها خلف جدار الفصل العنصري وكذلك تم وضع حوالي العشرون دونماً من أراضيها تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي وتم إستخدامها كمعسكر تدريب وصفتهُ سابقاً كحالة وحيدة في العالم حيث له حرم يَخطُر الإقتراب منه وهو يقع في حرم الجامعة المفترض حيث باتت بلا حرم كبقية الجامعات في العالم مما فرض حالة مأساوية تعيشها هذه الجامعة،فالجامعة تعتبر القلب النابض لطولكرم على كافة الصعد الأكاديمية،والإقتصادية،والإجتم​اعية و الثقافية و الوطنية وهي مركز إشعاع فكري وسياسي ووطني تتطلب الدعم اللامحدود من قبل الدولة كونها جامعة الدولة وصاحبة تاريخ مشرف حيث كانت كلية الزراعة الأولى في فلسطين وخرجت خيرة الخيرة من أبناء فلسطين والوطن العربي لا أن تُوضع أمامها العقبات الكأداء التي تبقيها في حالة من عدم الإستقرار كما فعلت الحكومة فهذه الجامعة من المفترض أن تكون من أهم الجامعات كجامعة يستفيد منها الفقراء ولكونها جامعة حكومية،فانظروا إلى الجامعات الحكومية في العالم العربي كالأردن حيث تعتبر الجامعة الأردنية من أهم جامعاته وكذلك سوريا حيث جامعة دمشق، والعراق حيث جامعة بغداد وكذلك مصر حيث جامعة القاهرة،وغيرها الكثير،ومن المضحك المبكي أن أي مدرسة وفي أي قرية من قرى فلسطين محظور المساس بالأقساط المدرسية التي تجمعها حيث تُستخدم لتطويرها وسد بعض النفقات الخاصة بالمدرسة ألا أن الحكومة قد وضعت اليد على أموال هذه الجامعة لأسباب ومبررات غير مقنعة ، فقد كان على الحكومة التعجيل بإصدار قانون خاص بالجامعة واقرار مجلس امناء يمكنها من النهوض والتطور ويلحقها بركب الجامعات العربية المميزة في دول المحيط فلصالح من يا تُرى يتم وضع العقبات التي من شأنها شل حركة تطور هذه الجامعة الذي بدأنا نلمسه حيث بات لهذه الجامعة إسم في العالم وبات لها إنجازات كبيرة وحصلت على العديد من الجوائز لا بل فازت بالمرتبة الأولى أو الثانية و الثالثة على مستوى الجامعات في العالم العربي،فهل هذا هو جزاءها وهل هكذا تكرم؟!!أن قرار الحكومة بتحويل أموالها إلى صندوق الدولة فعدا عن أنه سيساهم بشل حركة الجامعة فإنه خارج القانون الخاص بالجامعة ولا يجب أن يمر هذا الاجراء مرور الكرام ولابد من التراجع عنه املا من رئيس الوزراء الاهتمام شخصيا بهذا الملف الهام واعادة تقييم الامور لما فيه خير هذه الجامعه وهذه المحافظه التي تعاني الكثير نتاج استهدافها من قبل الاحتلال واخيرا اقول انني واثق بان هذه الجامعة التي صمدت وما زالت على خط النار ستتقدم وستبقى منارة لكل الأجيال ولن يستطيع أحد وقف تقدمها لأنها فلسطينية التاريخ وعربية العمق وعلمية المطاف والآفاق وعليه فإنني أنصح الحكومة ورئيسها بالتراجع عن قرارها وإلا فإن دعوات الفقراء والغلابى ستجد طريقها وستمس كل من ساهم بإتخاذ اجراءات وقرارات غير منطقية أو قانونية ساهمت بشل حركة هذه الجامعة التي نعتز ونفتخر بها كما نعتز ببقية جامعات الوطن وقد آن الأوان لتوحيد أراضيها وخلق بيئة صالحة لمزيد من التفوق والنجاح وتمكينها من البناء والتطور والوصول إلى حيث يجب أن تصل .