الكاتب: المتوكل طه
في عيد مولد سيدي محمد صلى الله عليه وسلم
وحيٌ يعودُ ففي السماءِ جناحُ
وعلى البسيطةِ غبطةٌ وسَماحُ
ويكونُ أنْ عادَ الربيعُ لمكَةٍ
أمّا البيوتُ فجنّةٌ ورَواحُ
ولِيِثْربَ العصماءَ دُرّةُ تاجها
تعلو، فيشرق في المدى الإصباحُ
***
هو لم يَغِبْ ! ما ماتَ! باقٍ كلّما
نادى الصهيلُ وَجاءه الجرّاحُ
هو في السنابل تبْرُها وشموخُها
أو للفتوحِ فَنُورُها الوضّاحُ
ولطائرِ الآفاقِ سرُّ فضائهِ
وعلى السُّروجِ فوارسٌ وجماحُ
وهو المصاحفُ إذ ترنّم قاريءٌ
والقوْل موجٌ دافقٌ نضّاحُ
هو واحةٌ للعابرين ببيْدهم
وهو السّحابُ وَبَرْقُهُ القَدّاحُ
وهو القوافلُ إذْ تفيض بخيرها
وعلى الهوادجِ كوكبٌ لوّاحُ
وهو الحقولُ على آتّساع ظلالها
والعشبُ من أندائه أقداحُ
وهو السلامُ إلى الخيام بأهلها
والدارُ سِتْرٌ باذخٌ ووشاحُ
فإذا تبسّم فالجبالُ مباهجٌ
وإذا مشى فالوردُ والتفّاحُ
وإذا تهلّلَ فالبحارُ تزوره
فهي العذوبةُ، والأُجاجُ قِراحُ
والرَّكْبُ يحدو خَطْوَهُ في روضةٍ
وعلى الجهاتِ مشاعلٌ ومِلاحُ
وهو الأمانةُ والأمانُ، وأُمّةٌ
تحمي الحياضَ، إذا آسْتَعرَّ نبَاحُ
فاهنأ بعمركَ، مَنْ جعلتَ سِنينَهُ
غيثاً لتهميَ بالشموس بطاحُ
***
لم تبرح الأرضَ التي نَزَلَتْ بها
آياتُ ربّكَ، والحروفُ صِحاحُ
فحفظتَ للدّين القويم وضوحَه
إنْ أعجَمتْ في القائلين سُجاحُ
والناسُ خلفكَ مؤمن وموحِّدٌ
وَهُمُ النجومُ على الأُلى إنْ لاحوا
والبدرُ وجهُك ساطعٌ أو أبيضٌ
أو بالبشارةِ مُشْرقٌ فوّاحُ
***
يا ابنَ الحرائرِ! كلُّ أمرٍ زَانَهُ
فعلٌ لجدٍّ حازمٌ فتَّاحُ
مِن حولهِ كبرَ النبيُّ على الرّضى
وله بكلِّ مُغلَّق ٍ مِفتاحُ
بذلَ النفيسَ وما ترجّل ساعةً
وله بكلِّ منارةِ طَمّاحُ
وله سراجٌ جامعٌ لا ينطفي
وله على مدّ الزمان ضِباحُ
وعلى الفضاءِ مآذنٌ أو غابةٌ
ونداؤها؛ الموصولُ والصدّاحُ
وهي المرايا إذْ تُعيد كرومَها
ولكل عودٍ طيّبٍ مدّاحُ
أصْحَابُه ثابوا إليه ونافحوا
بالحقِّ إنْ هبّت عليه رماحُ
***
يا سيّد الكونين، وانْظُرْ أرضَنا
فالقدسُ جُرحٌ، والهلالُ مُباحُ
نادتْ عليكَ .. وأنتَ مَنْ أسرى إلى
أرضِ الشهادةِ، والبلادُ كفاحُ
واللهُ ينصر مَنْ يَهبّ لقدْسنا
وعليك نادى مسجدٌ ورباحُ
فمنْ الذي سيكون؟ قد كانا لها
عُمَرٌ، ومَنْ بَعَثَ القبابَصلاحُ
وسمعتُ مَنْ كتبوا إليكَ بدمعهم
وإليكَ ينظرُ شاطيءٌ وبراحُ
قد هدّموا المحرابَ في عليائه
وتغوّلت في ليلنا الأشباحُ
وتحرّق الزيتونُ وانقطع الرجا
وترنَّقت بين الجراحِ جراحُ
واغْتَمَّ قلبُ الدارِ وانهدم الحِمى
واسوَدَّ مِن ذَبْح اليمامِ صباحُ
والعاشقون توسّدوا عِطْرَ الثرى
وانفضَّ مَنْ غَزلوا النجوم وباحوا..
وتفرّقوا عنّا وخلّوا دوننا
والناسُ عنك تبدّلوا وأشاحوا
لكننّا في حمأةِ النار التي
آتَّقَدتْ سنبقى، والرباطُ سلاحُ
ولسوفَ ننتظر الصلاةَ بوقتها
أنتَ الإمامُ وما تقولُ فَلاحُ
فآنْشُرْ عباءتَكَ الكريمةَ سيّدي
لتضمَّ مَنْ نادوا عليكَ وراحوا