نشر بتاريخ: 29/12/2015 ( آخر تحديث: 29/12/2015 الساعة: 16:57 )
الكاتب: عطا الله شاهين
جاءته طفلته تبكي، فسألها لماذا تبكين؟ فقالتْ له بصوتٍ حزين: لنْ تصدّقَ يا أبي ما شاهدتُ للتّو، فقالَ لها : وماذا شاهدتِ؟ فردّتْ بغضبٍ لقد شاهدتُ طفلا يرضعُ من كلبةٍ، لأنّ الجوعَ هناك قتله، ولمْ يجدْ شيئا سوى تلك الكلبة، فقالَ لها والدها: في الحربِ يا طفلتي يحدثُ أشياءً لا يمكنُ أن تتخيّليها فذاك الطّفل بالتّأكيدِ يموتُ من الجوعِ هناك، فرأى كلبةً وبدأ يعبّ دون أنْ يقرفَ من جسدِها، لأنّه مجبرٌ .. فالجوعُ يا طفلتي كافر ولا تتعجبي، فكوني واثقةً بأنَّ الحربَ فيها مشاهد مزعجة ومؤلمة .. فسكتتْ الطفلة وذهبتْ إلى مدرستِها حزينة..
وفي الطّريق صادفتْ طفلاً يبحثُ في حاوياتِ القمامة عن شيءٍ ليأكله فقالتْ له :هل ضيّعتَ شيئا وتبحثُ عنه؟ فقال لها: أنا طفلٌ لا أملك شيئا لكيْ أبحثَ عنه، وهمسَ لها : أبحثُ عن شيء لأسد جوعي.. فقالتْ له: للتّو شاهدتُ طفلاً يرضعُ من كلبةٍ فقال لها : هو محظوظٌ، لأنه وجد شيئا لسدِّ جوعه، أمَّا أنا فلا أجدُ، فاستغربتْ الطفلة وحزنتْ وسارتْ إلى مدرستِها وهي في حالةِ غضبٍ وحزنٍ، وقالتْ : ما ابشع الفقر وما أبشع الحرب، وتمتمتْ الله يستر لربما سيحدثُ هنا في يومٍ من الأيام، فأنا ما زلتُ مصدومة من هذين المشهدين..