السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تمنّتْ الموْتَ قبل افتراسها مِنْ ذئابٍ بشرية

نشر بتاريخ: 30/12/2015 ( آخر تحديث: 30/12/2015 الساعة: 13:17 )

الكاتب: عطا الله شاهين

لم تكن تعلم تلك المرأة الهاربة من الموت بأنها ستجد وحوشا على متن المركب .. فهي تعذبت في وطنها، وهربت من جنون الحرب الدائرة هناك وشعرت بأن عيون أُولئك المهربين كنت تفترسها بنظراتهم النهمة وتمنّت تلك المرأة الساحرة الجمال الموت في البحر، لأن تلك العيون ظلت تحدق صوب جسدها وشكّت بأنهم يريدون الإعتداء عليها ..هكذا هي شعرت من عيونهم الوقحة..

 ففي نظراتهم شاهدت نهما قاتلا، فتمنّت حينها بأن يغرق المركب بمن فيه وتموت معهم، وبعد لحظات من خوفها أتتْ موجة عالية وقوية، وقلبت المركب وعلا صراخ المهاجرين، وراحت تلك المرأة تشكر تلك الموجة، لأنها أنقذتها من ذئاب بشرية، وقالت أموت هنا أفضل من أن أظل أتعذب طوال حياتي من إعتداء تلك الوحوش، لكنها طلبت في ذاتها من المسافرين لكي يسامحوها على أُمنيتها التي طلبتها قبل دقائق لكي يغرق القارب المتهالك..

وحينما بدأت تغرق شعرت تلك المرأة بأن العيون ما زالت تلاحقها، فقالتْ يبدو أن جسدي أذهلهم، ولكنها غاصت إلى القاع وهي مبتسمة..