نشر بتاريخ: 07/01/2016 ( آخر تحديث: 07/01/2016 الساعة: 10:41 )
الكاتب: تمارا حداد
ما يشهده قطاع غزة من عذابات ومعاناة فاق الخطوط الحمراء في التصورات اللا انسانية واللا أخلاقية من ازمات ونكبات متوالية ، فأزمة الكهرباء والغاز لا يتكبدها إلا الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، فهي ازمة تراكمت وأصبحت معضلة صعبة لأفراد القطاع لأنها تمس الحياة اليومية ، فساعات عمل الكهرباء لا تتعدى الساعة والساعتين ويستمر قطع الكهرباء مدة تتجاوز 14 ساعة وهذه المشكلة تؤرق الجميع ، يتحججون المسئولين بحجج واهية لقطع الكهرباء اما نفاذ السولار او هناك عطل في الخطوط المصرية وإنها تحتاج الى صيانة داخلية في المحطة المصرية من جانب رفح او بحجة ان الديون تراكمت على المواطنين لصالح شركة الكهرباء او بحجة ان الجانب الفلسطيني في الضفة الغربية لا يفي بعهوده بخصوص الكهرباء بحجة الاحتلال الاسرائيلي وتسمع اراء كثيرة وأسباب عديدة لقطع الكهرباء . والمواطن الفلسطيني هو الخاسر الوحيد فأصبح رهينة سياسات عقيمة ، ناهيك عن الضرائب التي تفرض على المواطن الفلسطيني وبالرغم ان هذا المواطن لا يعمل فهو لا يجد قوت يومه في ظل حكومات لا تضع كرامة المواطن الفلسطيني صوب اعينهم .
وتلك المعاناة ازدادت وطأتها اكثر بدخول فصل الشتاء القارص فقطاع غزة بأمس الحاجة اليوم للغاز والكهرباء لسد رمق بردهم ، بالرغم ان قطاع غزة يمتلك اكبر مخزون من الغاز إلا ان الاحتلال يضع قبضته على هذا المخزون والمواطن الفلسطيني لا يستطيع تعبئة نصف جرة ولا حتى يمتلك ثمنها في ظل الاوضاع الراهنة .
ناهيك عن الكرافانات التي يقطنها اهل القطاع نتيجة العدوان على غزة فتلك الكرافانات ما هي إلا صفائح معدنية ، ففي فصل الشتاء يزداد بردها والقاطن فيها لا يحتمل شدة البرد داخلها وبالذات لعدم وجود الكهرباء والغاز لتدفئة عائلاتهم وأطفالهم ، فأزمة الغاز والكهرباء تمس ابسط الامور ولكنها مهمة للعائلات فالنساء لا يستطعن الطبخ ولا يستطعن تدفئة اطفالهن والرجال ليس بأيدهم أي حل لتلك المعضلة ، والمستشفيات اصبحت مقابر الخدج لعدم توفر الكهرباء . ناهيك عن طبيعة السكن في قطاع غزة الذي يتمثل بالطوابق التي تأخذ منحى عمودي وهذا يحتاج الى كهرباء لضخ المياه الى تلك الطوابق المرتفعة .
اصبح المواطن الفلسطيني في غزة رهينة حكم جائر ان كان من الجانب الفلسطيني او المصري او الاسرائيلي ورهينة فصائل لا تعي ان ثار هذا الشعب لن يطفئ ثورته إلا ازالة الظلم والاستبداد وقد ينفجر من تحت ركام المعاناة والبؤس والفقر .فأطفال القطاع عندما يكبروا سيثورون ثورة ضد ظلم الاقارب قبل الاعداء ولظلم الاقارب لأشد قسوة .
ارحموا نسائهم وأطفالهم ، اين ادعاء البعض وحرصه على الشعب الفلسطيني ؟ اما آن الأوان ان تتخلصوا من شعارات رنانة تخرم طبول الآذان ، الشعب يعي تماما ذلك وعلم انكم تمشون على اجندات ظالمة تظلمون بها شعبكم وتطيحون به لحرب فيما بينكم فمعركتكم الفصائلية اصبحت واهية بخسارتكم وضعفكم والتي زادت بزعزعة الثقة بينكم وبين شعبكم .
المواطن الفلسطيني اصبح ما بين المطرقة والسندان وأصبح المواطن على هامش اعمالكم ؟ اين الحكمة العقلانية والرعاية الانسانية لذلك المواطن فدعمكم لشعبكم هو بحد ذاته كفاح ومقاومة واستكمال مسيرة النضال والرؤية لإنشاء مجتمع قادر على مواجهة التحديات فالشعب نبراس لتحقيق حلم دحر الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال .
فرص الصفوف وتغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وإيجاد الاندماج الوطني بعين الرحمة والتكافل والتراحم سيحل اصعب المعضلات فطفئوا عتمة الليل بنور توحدكم .