نشر بتاريخ: 09/01/2016 ( آخر تحديث: 09/01/2016 الساعة: 14:29 )
الكاتب: عماد توفيق عفانة
واحد وعشرين يومًا فقط هي عدد أيام فتح معبر رفح للعام الماضي،ما ضاعف من معاناة الغزيين، الذين صبوا جام غضبهم على كل القادة والفصائل.
الفصائل غير الرئيسة في المشهد تداعت بدافع الحرص على مصالح المواطنين، ووضعت خطة للتغلب على مشكلة المعبر بما يضمن إعادة فتحه، إلا أن هذه الخطة التي تنتظر موافقة حماس عليها تبدوا عرجاء، فيما يبدوا أن القاء اللوم كله على حماس نوع من الظلم.
العرج الذي يعتري خطة الفصائل ناجم عن عدم استكمال موافقة عدد من الأطراف الرئيسة عليها.
حركة فتح : فرغم ترحيب حكومة الحمد الله بالخطة وتشكيل لجنة لدراستها – وفي عرفنا الفلسطيني إذا كنت تريد قتل شيء فشكل له لجنة- إلا أن حركة فتح التي تشكل الغطاء السياسي لهذه الحكومة رفعت كلتا يديها وقالت وعلى لسان الناطق باسمها فايزابوعيطة "إن إدارة معبر رفح شأن حكومي لا دخل لفتح به".
الرئيس: كما أن الرئيس عباس خرج عن صمته حيال هذه المبادرة التي ربما يرفضها ضمنيا، إلا أنه على ما يبدوا بانتظار رفض حماس لها لتتلقي هي اللوم عن استمرار معاناة الغزيين.
مصر: إلى ذلك فان مصر الطرف الأقوى في المعادلة، لم تقم الفصائل صاحبة المبادرة بعرض الخطة عليها أو استشارتها بأي طريقة من الطرق، فهب ان حماس وافقت على الخطة فهل ستوافق مصر عليها، وماذا لو رفضت مصر ماذا سيكون موقف الفصائل، هل ستعادي مصر..؟
اتفاق القاهرة:تطبيقه يضمن فتح دائم لمعبر رفح،فاذا كانت الفصائل يمكن ان تتوافق على آليات لمعبر رفح، فلماذا إذا لا تتوافق لتطبيق ما توافقت عليه في اتفاق القاهرة إذاً، فما يمنع من تطبيق اتفاق القاهرة هو ذاتهما يمنع عباس من الشراكة مع حماس في فتح المعبر.
الضمانات : ومن يضمن أن حكومة التوافق ستلتزم بالاتفاق، والشراكة مع حركة حماس، أي أن تشكل مظلة سياسية لمعبر رفح فيما هي تأبى أن تشكل مظلة سياسية لقطاع غزة في ظل إصرار حماس على الشراكة في إدارة كل الملفات..؟
الجزء لا يغني عن الكل: خطة الفصائل رغم أنها مقدرة، وتأتي في إطار فكفة أزمة حياتية ماسة للغزيين، إلا أنها تأتي في إطار العجز الفصائلي عن حل المشاكل الكلية العالقة والتي تسبب تأزم للكل الوطني.
فما الذي يمنع من التوافق على إدارة بالشراكة الوطنية لكل من الضفة وغزة، سوى استعصاء السيد الرئيس، في الوقت الذي يطلب فيه نتنياهو من حكومته الاستعداد لانهيار السلطة..!!
عباس يدعي أنه حماس أبلغته برفضها الانتخابات، وحماس تعلن استعدادها لكافة اشكال النتخابات، وفوق ذلك والمشاركة في حكومة وحدة وطنية، هذا التراشق الكلامي يزيد نفور الناس من كلا الطرفين بعد انهيار الثقة.
الاستيطان يتوسع والعدوان يتفاقم والعنصريةالصهيونية تتمدد، وعوضا عن التوحد جميعا في خندق الانتفاضة والمقاومة يزداد السيد الرئيس الثمانيني مراوغة، فعلى أي وقت وعلى أي زمن يراهن السيد الرئيس، هل يراهن على الزمن الفائت أم على الزمن الآتي، فما فات مات وما هو آت ليس ملكا لأحد.
الانفجارأوالانهيار: الكل الفلسطيني بات ربما أمام خيارين لا ثالث لهما الانفجارأوالانهيار، الانفجار في وجه هذا الواقع السياسي المتخم بالفساد بقادته وفصائله المتخشبة، وبمؤسساته الجوفاء، وبتركيبته الهزلية، لصالح إعادة صياغة لكل الواقع السياسي بما يضمن مواجهة المخاطر التي تودي بنا نحو حافة الانهيار وعلى كل المستويات.
تمسك حماس بحل الازمات أو تطبيق الاتفاقات دفعة واحدة قد يكون مبررا لانعدام الثقة بين طرفي الانقسام، إلا أن دواهي السياسة تقول أن الأزمات المستعصية التي لا يمكن حلها رزمة واحدة، يمكن تقسيمها إلى أجزاء صغيرة ليصغر حلها ويمكن بلعها.
وعليه يتجه المراقبون لإسداء النصح إلى حماس للقبول بمبادرة الفصائل لفتح المعبر، وسحب الذرائع من جميع الأطراف التي باتت تلهو وتسبح في مستنقع الانقسام.