نشر بتاريخ: 09/01/2016 ( آخر تحديث: 10/01/2016 الساعة: 00:47 )
الكاتب: د. نايف جراد
1. من أين تأتي الأفكار ؟
من أين تأتي الأفكار؟
يبدو أن جعبتي فرغت.
منذ أن بنيت معبدي الجديد،
وأنا أردد ذات العبارات،
أكررها وأعيد:
لا سلام مع الاحتلال
لا سلام مع الاستيطان
لا سلام مع التهويد
لا سلام مع الفصل العنصري
لا سلام دون القدس
لا سلام مع القتل والحصار
لا سلام .. لا سلام باختصار
لكني أريد أن يستمر معهم الكلام
عساهم عن غيهم يعودون
سأفاوضهم لعلهم يعقلون!!!
2.من أين تأتي الأفكار؟؟
من أين تأتي الأفكار؟؟
يبدو أن جعبتي قد فرغت.
سأذهب الى المكتبة العامة لأشتري كتاب الأفكار.
لا لا، هذه فكرة غبية.
سأقفل علي الباب لأتصوف وأنا أستمع لموسيقى استرخاء تأخذيني لعالم نقي صاف، وأعصر دماغي وألتقط من سيل الأفكار ما يفيد.
ماذا لو لم أستطع أن أصطاد واحدة؟
قد يكون السيل جارفا!!
إذن سأذهب إلى السوق واسترق السمع للباعة فهم بارعون في ترويج بضاعتهم.
لا، لا تروق لي هذه الفكرة فالسوق سوق وتجارة والبيع شطارة.
إذن ليس لي إلا أن أدعو مراكز الأبحاث المنتشرة كالفطر والممولة من الخارج كي يتشاركوا في عقد مؤتمر للأفكار... نعم نعم هذا عين الصواب.
ولكن ماذا لو أن الممولين يشترطون أجندة تليق بهم وبأفكارهم ومصالحهم؟
ها قد وجدتها: لدي 45 مؤسسة تعليم عالي وعديد مراكز البحث العلمي، سأجمع منها كل الباحثين وأتباحث معهم،
وأكلفهم بكتابة أبحاث جديدة مليئة بالأفكار.
ولكن من أين سأموّل هذا النشاط وأدفع لهم أتعابهم ؟؟؟
3. من أين تأتي الأفكار؟؟؟
من أين تأتي الأفكار؟؟؟
الأفضل أن اعتمد على ذاتي.
سأبحث عنها هناك لدى الشعب.
نعم.سأجمع ممثلي كل القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية والنقابات والجمعيات الخيرية والأهلية والنوادي، ولن أنسى بالطبع المنظمات غير الحكومية وخاصة النسوية والمشتغلين بالجندر، نعم الجندر، فهو مهم من أجل أفكار متوازنة، ولن أنسى بالطبع مراكز التدريب على الأفكار ووسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع والاليكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي والفيسبوكيين، وسأركز على الفيسبوكيين لأن لديهم شلالات وأنهارا وبحارا، بل محيطات من الأفكار، ولن أنسى كذلك مصانع الأفكار، الجامعات، أو ليست الجامعات مصانع للأفكار؟؟ نعم نعم ... سأجمعهم جميعهم، وأعقد مؤتمرا وطنيا للأفكار.
ولكن المشكلة أنني سأفتح علي بابا لن يقفل، فكلهم يبيع أفكارا، وهم محنكون بالكلام، وقد يغلبونني، ومنهم من له مصالح فئوية، ومنهم من يطمع بكرسيي.وعلى ما اعتقد، بل أجزم أن الكثير منهم أصلا يأخذ أفكاره من الخارج.
" وبعدين وين بدي أجمعهم"؟؟؟ انهم كثر ولا تتسع أي قاعة في الوطن لهم!!
فما رأيكم؟
هل أتخلى عن الفكرة من أساسها، أم أبني قاعة كبيرة وواسعة جدا لمؤتمر كهذا يتسع لكل هذا العدد؟؟؟
"بس ديروا بالكم: معنديش تمويل، وانا محاصر ومفلس ويا دوب مكفي حالي وبستلف وبشحد من هون وهون.
آآ ، م هو يعني، عشان تعرفوا بس، انتو بتفكروا إنها الأفكار بتيجي بسهولة و ببلاش؟؟؟؟؟".
4. من أين تأتي الأفكار؟؟؟؟
من أين تأتي الأفكار ؟؟؟؟
يبدو أن جعبتي قد فرغت تماما!!!
آآآآ وجدتها!!!
شأشتري أفكارا من مراكز الأبحاث العربية والإقليمية والدولية المنتشرة بشكل واسع في عالم اليوم ومراكز التفكير أيضا (Think Tanks).نعم، نعم،فهنالك مركز الأهرام والإمارات والبحرين والملك فيصل ومنتدى الفكر العربي والشرق الأوسط ودراسات الوحدة العربية والمركز المصري ومحمد بن راشد والمعهد الملكي في المغرب وغيرها، ولن أنسى بالطبع المركز الذي يديره د. عزمي بشارة.
وسأذهب لأميركا، نعم أميركا زعيمة العالم، فهناك بروكينغز وكارنيغي وراند و وودرو ويلسون( مليح إني قدرت اكتب وودرو) وغيرها، وسأذهب لألمانيا وفرنسا والسويد والنرويج وهولندا وسويسرا( نعم سويسرا الحيادية وركزولي عالحيادية لانه يمكن حالنا في المستقبل يصير زيها) وروسيا واليابان ولن أنسى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ومعهد شنغهاي طبعا.
لكن المشكلة أن هؤلاء مشغولون بداعش والتطرف والهجرة والبترول والغاز، وسوريا والعراق واليمن وليبيا وسيناء وكردستان والقفقاز وأفغانستان والشيشان وأوكرانيا، ولن يفيدونا كثيرا.
" وبعدين المراكز هاي هي المراكز اللي روجت للربيع العربي ولافكار داعش وماعش، شو بدكم يخربوا بيتنا؟؟؟" ، وبعدين كمان، لو بتعرفوا المصيبة، مش طلعت أفكارهم بيوخذوها من الدراسات والابحاث اللي بيكتبلهم اياها فلسطينية !!!!
بطلت، يجعل لا حدا فكر.