الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

زهرة كنعانية

نشر بتاريخ: 11/01/2016 ( آخر تحديث: 11/01/2016 الساعة: 13:56 )

الكاتب: بهاء رحال

التي انتهى بها الحب الى هاوية
اتبعت الظل ...
ومشت على حافة الذاكرة لتجد
اعذاراً لخيبتها ...
ودونَ تعبٍ تأملت صورةَ الاشياءِ
وفتحت نافذةً على ماضٍ طرزتهُ
بخيطِ البنفسج
فامتلأت الصورة بالنقصان ...
ولماذا البنفسج !!!
كي تكون الصورةُ واضحةً ، لا الحزن
كاملاً ولا الفرح ... ويظل يلمعُ في عتمةِ
المصادفات حتى تولدُ من رجفة الوقت
آيةٌ تحط مكانها في كتاب القلب ...
تجرأت على عزلتها ، وتجردت
من خوفها وأمراضها ، وافترشت مكانها
الهادئ ، وحيدة على شرفة صغيرة ، تلملم
منها رائحةَ العُشبِ وشقاوةَ الحبِ ، حين كانوا
اطفالاً يلعبون ، يزاوجون الفكرة بالمحاولة ،
ولا ينشغلونَ بعبثيةِ الحياة ، ولا ييأسون ...
وتزاحمها فكرة ، عن شجرة - الكينيا -
كم عمرها !!
يقولونَ قرنينِ من الزمن ، وتقولُ أكثر ...
بعمرِ الحب موصوفة سنواتها ...
/
هي لا تضعُ ستائرُ تحجب الرؤية ،
فما تجيء به الصورة ، مدعاة للتأمل ،
للإبحار في عرضِ الذاكرة ،
وهي وشوشات للقلب عن مراهقات
بعيدة ، عن اسماء حفرتها أيدي العشاق
على جذعِ سروةٍ عالية ...
/
النقوشُ كنعانية ...
والرسم حصاد وفير ، نص قصائد
بلسان شاعرها ، وخيوطٌ تنبت من معانيها
بلاغةُ الكلمات ... فهل شاهدت الدليلَ !!
هل بعثت لك بإشارةٍ ، وهل سال زيت صحنِ
المعبد...
هل قرأت رسم الطريق الى رام الله ؟
فمشيت ترقبُ عثراتِ الطريق ...
وهل انتقيت المصادفة !!
وماذا رأيت في قلادة الروح تحرس نهديها
من الانشغال في تفاصيل كثيرة ...
فلا تعجب !!
ولا تسأل ماذا لو كان رسمك بلونٍ أزرق
والأزرق ، لونُ السماء ، وصفة التشابه الواقع
في أعماق البحر ...
ولا تسأل ماذا لو كان رسمك بلونٍ أسود
كخيوط الليل حين يدخلُ الغرباء في طباق
الروح ..
وماذا لو حضنتكَ ساعةً على حافة رصيف
والناسُ منشغلون عنك وعنها ، وعن بدايات
اللقاء بين هاربين التقيا في منتصف البداية ...
/
في الحرب ...
يبحثُ الجميعُ عن معجزة ، عن ولادة
غائبة ، وعن أشياءَ تعيد الميتين
من منفاهم ...
تطالع صحف الصباح وتقرأ فيها تعاويذ
اولئك المتعبين من فرطِ الموتِ ، ومن رائحةِ
الاضطهاد ، ممن تثاقلوا المشي في الطريق
بلا وحيٍ ، وبلا مخلص
فاعتادوا الجلوس في مقاعدهم ، يواصلون
انتظار الصاعدين الى السماء
من بوابةِ المخيم ...