نشر بتاريخ: 15/01/2016 ( آخر تحديث: 15/01/2016 الساعة: 10:26 )
الكاتب: احسان الجمل
تعيش المخيمات الفلسطينية، حالة من القلق، يقابلها حراك سريع من قبلها، نتيجة الشعور بالخطر المحدق، الناتج عن سياسية الانروا، والخطوات التقليصية التي اعلنت عنها، مع بداية العام، وهي بداية الغيض من فيض، سيصل بالنهاية الى الغاء هيئة اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين( الانروا). وهي التي انشأت بقرار دولي، تمارس عملها الكامل حتى تتحقق عودة اللاجئين.
ولا يعتقدن احد، ان هذه الاجراءات لها علاقة بعجز في ميزانية الانروا، التي يسبق الاعلان عنها، قبيل اتخاذ الاجراءات، وهي تكون بمثابة بالونات اختبار، لرد فعل الفلسطينيين، على كافة الصعد الرسمية و السياسية والشعبية. فرقم العجز مهما ارتفع، لا يساوي ثمن يوم من الحرب التدميرية التي تشهدها المنطقة. وتمول من كافة الدول.
وهي سياسية، اعتمدتها الدول المانحة للانروا، بتخفيض مساهمتها السنوية كل عام، وخاصة في السنوات الاخيرة، التي اعقبت توصية الاسرائيليين، للكونغرس الامريكي، بضرورة انهاء هيئة اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين(الانروا) لما تمثله من شاهد حي، اولا على جريمتهم بتشريد الشعب الفلسطيني، وثانيا رمزيتها، كهيئة عاملة الى حين العودة، مما يعني احياء حق العودة للفلسطينيين الى الارض التي شردوا منها.
وقد سرب العديد من الدراسات والمقترحات، لضرب عمق قضية اللاجئين، منها تعريف من هو اللاجئ، وهل يرث اللاجئ اللجوء من الاباء والاجداد، اضافة الى خلق مناخات للهجرة والتشريد المتجدد دائما بصور جديدة. لان لا تسوية في المنطقة دون حل قضية اللاجئين بتنفيذ حق عودتهم، وهذا ما يراه البعض ضرب من الاستحالة، والعقدة الاساسية. اذا لا بد من الخلاص منها، بأي شكل من الاشكال.
وما يثير التساؤل والخوف والقلق، هو صمت القيادة الرسمية للفلسطينيين ، مضافا اليها كل فصائل العمل الوطني والاسلامي ، عن المواجهة في المحافل الدولية، باعتبار انشاء الانروا هو قرار دولي؟؟؟
هنا شعر اللاجئ الفلسطيني بخطورة الموقف، خاصة في ظل المناخات الاجتماعية والاقتصادية السيئة التي يعيشها، وان اجراءات الانروا الاخيرة، ستحوله في احسن الاحوال الى متسول، او منحرف اجتماعيا، او الموت على ابواب المستشفيات، وفي احسن الاحوال الهروب الى المجهول عبر الهجرة الطوعية، المكلفة بالمال والارواح.
لذا انتفض على نفسه، وخرج من كبوته، التي وصل اليها، بسبب هروب المعنيين من تحمل مسؤولياتهم الوطنية والاخلاقية تجاهه. ومارس سياسية ما حك جلدك غير ظفرك. فتولى مسؤولية التصدي لاجراءات الانروا، جابرا اصحاب الكراسي والمناصب ان يتحركوا خجلا.
هنا لا ادعو الى انقلاب على الهيئات المسؤولة، بل يجب ايضا الضغط عليها لتتحمل مسؤولياتها، الى جانب استمرار التحرك الشعبي الضاغط وهو الورقة الاقوى، والتي من رحمها ستخرج نخبة قيادية مسؤولة، لا نقبل إلا ان تكون شريكة في القرار، ان لم تكن صاحبته، باعتبارها من بادر الى تحمل المسؤولية.
لذلك على الحراك الشعبي، ان لا ينجر ايضا الى العاطفة والعشوائية، بل ان يفكر بهدؤ، ما هدفه ، وماذا يريد؟؟ وما هي الادوات التي توصل الى الهدف؟؟ وان يكون هناك التنسيق والتواصل بين كافة المخيمات والمناطق، لان في وحدة العمل والخطوات، سرعة في الضغط لتحقيق الاهداف. وحماية حقوق شعبنا، واسقاط كل الخطوات المشبوهة.
اذا لم يكن العمل الموحد والجماعي هو سيد موقفنا، فإننا سنكون في سباق مع الموت الجماعي الحتمي، وان تعددت اشكاله وليست اسبابه.