الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كلُ يفسر وفقا لأهوائه ومصالحه... تصريحات اللواء فرج

نشر بتاريخ: 21/01/2016 ( آخر تحديث: 21/01/2016 الساعة: 11:53 )

الكاتب: د. جهاد الحرازين

ما ان تم نشر تصريحات خاصة باللواء ماجد فرج لمجلة ديفنسيس نيوز الامريكية الا وانبرت التصريحات من البعض الذى يحاول التصيد في المياه العكرة على امل ان يجد ضالته او يحقق مصلحة حزبية او شخصية على حساب الوطن والمواطن ومنهم من يدعوا لوقفة جماهيرية ضد الاجهزة الامنية الفلسطينية وكأن هذه الاجهزة ومن يعمل بها اتوا من كوكب اخر لذلك يجب محاربتهم قبل ان يغزوا الارض ويقضوا على احلام وطموحات المتاجرين بالوطن والشعب والقضية وهنا لست في مقام المدافع عن احد لان المناضل اللواء ماجد فرج قبل ان يكون لواءً هو مناضل من عائلة مناضلة لديه من التاريخ والعمل والانجاز والوطنية ما يكفى للرد على اية مزاودات تأتى من هنا او هناك ولكن اود ان يكون لدى القارئ القدرة على قراءة اللقاء كاملا دون ان يجتزئ منه اجزاء ويتم التعليق على جزء من كل في هذه المقابلة ومن هنا لابد من توضيح مجموعة من الامور في ظل قراءة كاملة لهذا اللقاء الذى نشرته بعض وسائل الاعلام

اولا: الم يدرك هؤلاء المشككين ان هذا اللقاء مع صحيفة اجنبية تنقل وجهة النظر الفلسطينية الى العالم الخارجي وتضعهم في صورة الموقف الرسمي الفلسطيني من مجموعة قضايا تتعلق بشان المنطقة فهنا اعتقد انه يجب ان تكون لنا لغة محددة لمخاطبة العالم تتمثل في تشكيل رأي عام دولي بجانب القضية الفلسطينية وتغيير الصورة التي كانت سائدة عن الفلسطينيين في ظل نجاح الدعاية الاعلامية الصهيونية بتشويه الكل الفلسطيني ووصف مقاومتنا للاحتلال على انها ارهاب وهنا في هذا السياق فإنني اجد ان اللواء فرج كان يرسل رسالة الى المجتمع الدولي بان السلطة ترغب بتحقيق السلام وتمنع انتشار العنف من قبل كافة الاطراف من خلال عملية التنسيق وفى ذلك تكذيب للرواية الاسرائيلية التي ما دأب نتنياهو واقطاب حكومته اليمنية عن تردديها في كافة المحافل بان السلطة واجهزتها تحرض على الارهاب وتعمل على زيادته ولا تدينه ولا تعمل على توقيفه مما خلق رايا عالميا مستنكرا لكل ما يحدث ضد الإسرائيليين من قبل الشباب الفلسطيني الثائر ومطالبات باستنكار مثل هذه العمليات البطولية لذلك هي رسالة واضحة للعالم بان الرواية الإسرائيلية عن السلطة واجهزتها هي مجرد كذب وافتراء تهدف الى تحميل السلطة المسئولية وليس الاحتلال عما الت اليه الاوضاع واعتقد ان هذا الامر واجب على كل فلسطيني ان يدحض الرواية الإسرائيلية ويكذبها ويخلق رايا عاما ومسئولا مضادا لها حتى تفشل المخططات الاسرائيلية .

ثانيا : الحديث كان معظمه عن الاحداث التي توجد بالمنطقة وخاصة فيما يتعلق بداعش وما تقوم به من ارهاب هذا الامر الذى حذر منه اللواء فرج في رسالة واضحة بان انعدام الافق السياسي والاستمرار بالنهج الإسرائيلي الحالي سيعمل على تفجير الاوضاع وهنا لابد من ايضاح الحقيقة بان دولة الاحتلال تتحمل المسئولية الكاملة عن هذا الامر نتيجة لإجراءاتها واعتداءاتها المتكررة والمتواصلة لذلك فان داعش قريبة وبمحاذاة المنطقة بتواجدها فالعالم مدعو كما هي حربه ضد الارهاب وداعش ان يبحث ان اسس الارهاب في المنطقة حتى لا نجد غدا داعش او غيرها هم من يسيطرون على المنطقة واوضح جهود القيادة السياسية في المحافظة على حالة الاستقرار الفلسطيني والحفاظ على الشعب من خطر الارهاب الفكري والذى قد يجد تعاطفا لدى بعض الافراد لذلك الكل مدعو للتكاتف والخروج من بؤرة التفكير الإسرائيلي الذى دائما ما يراهن على انتشار الفوضى والقلاقل لان الخطر سيطال الجميع لذلك السلطة تعمل مع الجميع وخاصة المجتمع الدولي باعتبارها جزء منه لمحاربة الارهاب والتطرف بكافة اشكاله وهنا اراد اللواء فرج ايصال رسالة للعالم بان فلسطين شريكة للمجتمع الدولي في مواجهة الارهاب والتطرف وعصاباته بمختلف مسمياتها بعكس الرواية الاسرائيلية التي تحاول ان تساوى بين مقاومة شعبنا للاحتلال والجماعات الارهابية المتطرفة.

ثالثا: هل المطلوب ان تنهار السلطة الفلسطينية وينجح المخطط الإسرائيلي بإنهاء الدولة الفلسطينية ومؤسساتها بالضفة الفلسطينية وهو ما سعت اليه الحكومة الإسرائيلية منذ فترات طويلة سواء بعد حرق الطفل الشهيد ابو خضير او عائلة دوابشة واعتداءاتها على المسجد الاقصى بمتطرفيها وقطعان مستوطنيها مخطط وضع في الاروقة الامنية الاسرائيلية بانه لا بد للعودة الى الوراء خطوات لإثارة فوضى تؤدى للانقضاض على مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة وتدميرها كما حدث من قصف لمقرات الاجهزة الامنية وهدم للمؤسسات في سياق مخطط نشر الفوضى وهذا الامر لن يأتي الا من خلال عسكرة الهبة الجماهيرية حتى تحقق اسرائيل من ذلك عدة اهداف منها الانقضاض على مؤسسات السلطة وخاصة الاجهزة الامنية وفك عزلتها الدولية واعادة نشر روايتها الكاذبة للعالم بانها تتعرض للإرهاب على أيدي الفلسطينيين ولذلك لها الحق في القيام بأية اعمال للرد على الارهاب مستغلة فوبيا الارهاب التي تضرب العالم لذلك عملت السلطة ومعها الكل الوطني الفلسطيني الى عدم الذهاب نحو عسكرة تلك الهبة الجماهيرية البطولية وانما جعلها هبة شعبية تعبر عن الكل الوطني الفلسطيني مع التأكيد على انه لن يقبل التسليم بتدمير وانهاء مشروع وطني فلسطيني بامتياز الا وهو السلطة الوطنية لأنها بنيت بالدماء وقدم الاف الشهداء وعشرات الالاف من الجرحى والاسرى دفاعا عن الوجود الفلسطيني والدولة الفلسطينية المستقلة لذلك لا يمكن التسليم بهذا الامر وسيكون هناك اصرارا فلسطينيا بعدم القبول بهذا المخطط الإسرائيلي وبنفس الوقت هي رسالة للعالم بان شعبنا الفلسطيني تواقا للحرية ولديه مؤسسات وطنية عمدت وبنيت بالدماء تشكل ركيزة الدولة الفلسطينية المستقلة لذلك لا يمكن بالقبول بالفوضى ولن يسمح للاحتلال بنشر تلك الفوضى عبر عملائه والبعض غير المدرك للأمور والمخططات والذى يفكر بمصلحته الحزبية فقط فالسلاح واحد والسلطة واحدة ولن يكون هناك تعدد للسلاح والفوضى فلا مكان لهم في فلسطين.

رابعا: الم يدرك اولئك الداعون الى هبة في وجه الاجهزة الامنية بان هذه الاجهزة قدمت اكبر عدد من الشهداء والجرحى والاسرى في معاركها ومواجهاتها مع الاحتلال الم يعلم هؤلاء بان ابن اللواء فرج قد اصيب في احداث الهبة الجماهيرية كبقية ابناء شعبنا الفلسطيني البطل الذين اصيبوا واستشهدوا واعتقلوا لذلك من العار او العيب ان يتم تشويه الحقائق والاساءة لتاريخ الشرفاء لان شعبنا لديه من الوعى والادراك والمعرفة ليكشف الزبد الذى يتناثر هنا وهناك فهذه الاجهزة التي تتهم هي اول من دافع عن ابناء الشعب فكانوا في خندق المواجهة الاول وحموا ابناء شعبهم ضد اعتداءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه ولذلك الاجهزة الامنية تعمل ليل نهار للحفاظ على امن المواطن والدفاع عن حقوقه رلن تسمح بتمرير مخطط الاحتلال القاضي بنشر فوضى السلاح وتدمير السلطة ومؤسساتها.

خامسا: الم يعلم هؤلاء المشككون ان من يعتقل المقاومين والمناضلين هم انفسهم من يشككوا ويحاولوا اثارة الفتن وهنا التساؤل اين هم الذين اعتقلتهم السلطة على خلفية المقاومة وليس لأسباب اخرى لان هناك فرقا بين من يعتقل لأسباب تتعلق بمقاومة الاحتلال وبين من يعتقل خرقا للقانون وهنا لابد من ايضاح الصورة لا يوجد هناك معتقلين لدى اجهزة السلطة الوطنية على خلفية المقاومة ولكن بالمقابل هناك مئات اعتقلوا على خلفية محاولة اطلاق صواريخ ضد الاحتلال ومنهم من اصيب ومنهم من تم تصفيته لذلك كان الاجدر بدلا من تشويه الحقائق ونشر الاكاذيب والتطاول على الشرفاء ان يعيدوا حساباتهم ويقيموا انفسهم فالسلطة لم تشكل قوات الضبط الميداني لحماية الحدود والبقة معروفة لدى شعبنا الفلسطيني.

سادسا : ابناء الاجهزة الامنية هم ابناء شعبنا الفلسطيني لديهم عقيدة واحدة الا وهى حماية الوطن والمواطنين ورد الاعتداءات عن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وليس لديهم عقيدة القتل وثقافة الدم كالأخرين الذين قتلوا مئات الشباب الفلسطيني المناضل في انقلابهم الدموي فأبناء الاجهزة الامنية هم ابناء للوطن ورمزا لعزته وكرامته بما يقدموه من تضحيات للوطن والشعب وهذا واجبهم.

سابعا : ان ما حققه اللواء فرج اثناء عمله من انجازات رفعت اسم فلسطين عاليا وجعلت لها مكانة يعتز بها عالميا واقليميا وعربيا ومحليا يأتي في اطار خدمة الوطن والعلو والتقدم به الى مصاف الدول المؤثرة في المنطقة والحاضرة الامر الذى ترتب عليه حفظ الجميل والاعتراف بالدولة الفلسطينية وجعلها قضية حاضرة على طاولة المحافل الدولية والاقليمية والعربية في ظل وجود قضايا اخرى حاولت السيطرة على المشهد الدولي والإقليمي.

واخيرا فانه ليس المقبول التشكيك بأحد وليس من الصحيح عدم فهم وقراءة الواقع واخذ الامور بظواهرها واجتزاء ما ورد فيها لمناكفات هنا او هناك فالوطن ومصلحته اهم من اية مصالح اخرى.

حمى الله الوطن ورجاله.