الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

تصريحات ماجد فرج

نشر بتاريخ: 21/01/2016 ( آخر تحديث: 21/01/2016 الساعة: 21:37 )

الكاتب: عوني المشني

يوجد هامش كبير بين القناعة والمهمة ، ان تُمارس مهمة وظيفية يعني ان تقوم بدورك الوظيفي وفق النظام والقانون بمعزل عن القناعات الشخصية ، لكن عندما تُمارس قناعاتك فهذا موضوع قد بضعك في صدام مع النظام والقانون وقد ينسجم معهما وهذا يعتمد اولا على طبيعة النظام والقانون الموجود وثانيا على قناعات الشخص ذاته ، وعندما تكون هناك سلطة ثورية مثلا فان القناعات الثورية هي ما تنسجم مع هذا النظام ، وتصبح القوى الرجعية متعارضة بقناعاتها وأحيانا بممارساتها مع مع النظام ، والعكس هو الصحيح .

في هذا السياق وإذا ما ناقشنا تصريحات اللواء ماجد فرج نفهم ما يلي : ماجد فرج رئيس جهاز أمني في سلطة فلسطينية جاءت عبر اتفاق سياسي مع الإسرائيليين ، فتصريحاته تعكس دورا وظيفيا ، هل يعني هذا ان قناعاته منسجمة مع الدور الوظيفي ؟؟؟ هذا خارج سياق النقاش لان القناعات الذاتية لن تؤخذ عبر الدور الوظيفي دائما ، وثانيا السلطة الفلسطينية لها دور أمني نابع من الاتفاقيات التي أنتجتها ويفترض على العاملين فيها ان يقومو بهذا الدور ، وماجد فرج واحد من هؤلاء .

هل هناك اجماع وطني على التنصل من دور السلطة الوظيفي ؟؟؟

أشك في ذلك الى درجة اليقين، لا احد يرغب حقيقة في وصول السلطة الى درجة الانهيار ، ان تنصل السلطة من دورها الوظيفي يعني انهيارها بما يترتب على ذلك من نتائج ، هل النخب السياسية والفكرية والفصائل السياسية والقيادات قي هيأت ذاتها وشعبها ووضعت برامج للتعاطي مع هذا الاحتمال ؟؟؟؟
هذا ليس سؤال افتراضي فحسب بل هو سؤال حقيقي وموضوعي ويطرح بقوة في ظل المتغيرات والتطورات .

لنعد لانتفاضة الأقصى انخرطت بعض الأجهزة الأمنية بالمجمل في العملية الانتفاضية والعسكرية وبعضها انخرط كافراد وبعيد ذلك تم اجتياح الضفة دون إسقاط السلطة ، ماذا عملت النخب والفصائل مثلا ؟؟؟ هل قادوا التصدي للاجتياح ام امضوا وقتهم بلعبو الورق خلال ساعات منع التجول ؟؟؟؟

اذا كان هناك توجه من النخب الفلسطينية لتصعيد حالة الاشتباك الى حد المواجهة المسلحة لماذا تبتعد الفصائل قادة ومجاميع عن حالة الاشتباك وتتركها للعمل الفردي المبادر ؟؟؟؟

ماجد فرج رئيس جهاز أمني ومفوض بمهمة وفق النظام ويقوم بها، وكل من عمل في الأمن قام بتلك المهمة، والأمن في غزة ايضا قام بذات المهمة ، ما الجديد ؟!!!!

ياسر عرفات الذي تماهى مع الكفاح الوطني الى حد الاستشهاد اعتقل مقاومين في مرحلة وأرسل مقاتلين في مرحلة وفجر ثورة في مرحلة ووقع أوسلو في مرحلة واستشهد عند إيمانه بشعبه وقضيته عندما تطلب الوضع .

نحن في فتح كالسنابل ننحني امام اي نسمة ريح لكن لن تقتلعنا العواصف ، نغير جلدنا احيانا لكن لا نغير قناعاتنا تحت كل الظروف ، نتساوق مع الواقع لكن لا نخضع له ، هكذا نحن هكذا هي مدرسة الكبار في فتح من أمثال الشهداء ابو علي أياد وسعد صايل وماجد ايو شرار وأبو أياد وأبو الهول وأميرهم جميعا ابو جهاد وسيدهم دائما ياسر عرفات

ماذا يضير شخص اذا كان يوما بمهمة أمنية وقام بها ، وفي اليوم التالي بمهمة نضالية وقام بها ؟؟؟ لا يجوز لنا محاكمة الشخص وفق المهمة التي يقوم بها .

لست مغرما بالعمل الأمني ، لكن اذا أنيط بي مهمة وقبلت بها سانفذها وفق النظام والقانون ، هذا لا يغير من كوني مؤمنا بشعبي وحريته الى حد الاستشهاد . هذا ليس انفصام شخصية ، من هذا الذي يرفض ذلك ؟؟؟؟ أليس بعض أعضاء حماس والجبهة الشعبية أعضاء في مجلس تشريعي لسلطة الحكم الاداري الفلسطيني المنبثقة عن اتفاقية أوسلو ؟؟؟ ما الفرق ؟؟؟ هم لا يعتقلوا ، نعم نعم لا يعتقلو لكنهم قيادة تشريع لسلطة الحكم الاداري الذاتي ؟ عفوا ، نسيت انها دولة !!! نكته سمجة أليس كذلك ؟؟؟؟ دولة تحت الاحتلال لها كل مقومات الدولة الا السيادة ، الا الأمن ، الا الاقتصاد المستقل ، الا السيطرة على الحدود ، الا السيطرة على الجو ، الا الحق في استصدار شهادة ميلاد لمواطن دون ابلاغ الاسرائيلي ، ....... الا كل شيئ كل شيئ تماما ، ومع ذلك دولة !!!!

ماجد فرج لم يقل شيئا يختلف عليه احد ، او يعمل بعكسه احد ، قال ماجد فرج ما يقال كل يوم منذ إقامة السلطة وفعل كل شيئ يفعل منذ قيام السلطة ، أين المفاجئ والجديد ؟؟؟؟ أين سبب الدهشة ؟؟؟ والرجل يمارس دورا وظيفيا كلنا وبدون استثناء قبلنا به ضمنا . ما الجديد ؟؟؟؟

ماجد فرج لم تصنعه هذه المرحلة، عاش وتعايش مع مراحل سابقة ، تعاطى مع كل المراحل وفق ديناميكيتها ، في الانتفاضة الاولى كان قائدا متميزا ، وفي مرحلة السلطة كان رجل أمن متميز ، شتان بين المرحلتين وشتان بين دور الرجل في كل منهما ، القاسم المشترك ان الرجل يجيد التعاطي مع الواقع ويفهم ديناميكيته ، ببساطة هكذا تفهم الامور ، لكن ان نلغي تاريخ الرجل لنتوقف عند تصريح جاء في سياق ما ولايصال رسالة ما لشخص او جهة ما فهذا وان افترضنا حسن النية تبسيط للامر الى حد السذاجة