الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
انقلبت موازين القوى ؛ وتبدلت الأدوار وصار الرأي الآخر هو "أنت" لكن من ناحية أخرى؛ وصار الرأي هو ما يطلبه الآخرون كدفعة من حساب المرحلة عليك .. وفي روايته الشيء الآخر كتب الشهيد الاديب غسان كنفاني : ليس ثمة أصدق من حكم يطلقه على نفسه رجل ميت. في اشارة الى رجل حكم القاضي باعدامه ظلما وكان بريئا من الجريمة فجلس في زنزانته يراجع اموره .
ولا شك أن ابناء الارض المحتلة شهداء مع وقف التنفيذ؛ ولا شك أن هناك احزابا متطرفة في اسرائيل تدعو الى طرد جميع العرب ورميهم في البحر. وهي لا تفرق بين فتح وحماس ولا بين اسلامي ويساري .
وكان من الباكر جدا أن ننزل عن ( جبل احد ) ونقتل الانتفاضة الشعبية بنزيف الخلاف الداخلي، وان ما نشاهده من قصف اعلامي مركز ( التراشق الاعلامي سلاح خفيف لم يعد يشفي غليل الطرفين ) سيقصف عمر الانتفاضة ويقمع روح التحدي والإباء في نفوس براعم القدس .
اليوم سألت مصدر امني رفيع عن تصريحات اللواء ماجد فرج فقال " نحن منعنا 200 طفل من تلاميذ المدارس ان يستشهدوا على الحواجز ولن اقول لك ان حماس تمنع العمليات على حدود غزة وحزب الله يمنع العمليات جنوب لبنان والجيش السوري يمنع العمليات العشوائية في الجولان والمصري والاردني والروسي والايراني والكوري .. الخ. فما الغريب ان تمنع اجهزة السلطة الاطفال من الاستشهاد على الحواجز .. وبغض النظر عن قناعتي بتصريحات اللواء ماجد، الا انني أعرف ان وقف التنسيق الامني ليس بيد ماجد فرج وانما بيد القيادة السياسية للمنظمة والرئيس ، وهم لم يصدروا ( قناعتي لن يصدروا ) قرارا بوقف التنسيق الامني".
ثلاثة الغام تقف بيننا؛ معبر رفح والتنسيق الامني والانتخابات .
ورأيي الشخصي ان حماس لن تسلم السلطة معبر رفح لانها لا تثق بالرئيس وتشعر ان السلطة تريد تجريدها من اهم قلاعها .
والسلطة لن توقف التنسيق الامني مع اسرائيل لانها وصلت الى قناعة ان حماس لا تريد انتفاضة بل تريد اسقاط السلطة.
واسرائيل لن تسمح بانتخابات حتى لو توافقت الفصائل على موعد محدد لذلك .
ولست أكشف سرا اذا اقول ان فرصة لقاء ابو مازن مع نتانياهو برعاية عربية "حميمية" صارت اقرب من فرصة الاتفاق الداخلي .