الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عندما يخلف الثلج موعده..!

نشر بتاريخ: 24/01/2016 ( آخر تحديث: 24/01/2016 الساعة: 23:37 )

الكاتب اسامة العيسة

انتظرنا الثلج، فجر الأحد 24-1-2016، فجاءنا الجيش، جيش الاحتلال بدلا منه...!

استيقظت في حدود الثالثة والنصف فجرًا، على صوت قنابل الغاز المدمع، والقنابل الصوتية، والعيارات النارية، وأصوات الفتية الذي يطاردون الجنود، بالحجارة، والزجاجات الحارقة..!

كيف عرفوا، واستيقظوا، واستعدوا، وخرجوا في هذه الأجواء، لمواجهة الجيش الذي يقهر المرتعدين منه؟

دخل الجنود مدججين، إلى أزقة المخيم، بمجموعات، وانتشر القناصة على الأسطح، ودهموا عدة منازل، وسلموا مواطنا، بلاغا لمقابلة مخابرات الاحتلال. على الأرجح، اتصل قائد الوحدة، بضابط الشاباك، وأبلغه بفخر: "أنجزنا المهمة، الورقة وصلت سالمة، لم تبتل بالمطر، وسنُبَتل مَن يخرج منهم، بالرصاص، حوّل".
على مدخل المخيم، اندلعت المواجهات..!

هل تسليم مواطن استدعاءً، يستدعي كل هذا الاستعداء، والاستعداد، والاقتحام الاحتلالي؟ هو تدريب حيّ لجنودهم، على أجسادنا الحيّة، وسط أزقتنا، ومنازلنا، وأسطحنا، ومطرنا..!

ليلة ليلاء، ارتقى فيها الطفل محمد نبيل حلبية (14) عاما في أبو ديس، ما الذي جعله يخرج في زمهرير، حاملا كوعا (عبوة ناسفة صُنعت محليا). قتلوا الطفل، بعد 14 عاما من قتل جده درويش، ووفاة والده نبيل في أربعين الجد..!

عدم النّوم، والإصابات اليومية، والقنابل بأنواعها، والرصاص بأنواعه، المجرب علينا، يصيبني بقلق دائم، ولكنه يجعل كثير من فتية المخيم يجترحون قولا مأثورا تناقلوه على الفيس بوك: "الأجمل من سقوط الثلج، سقوط الاحتلال أمام جبروت مخيم الدهيشة".

لا أُريد للثلج أن يسقط، وإنما أن ينهمر، وينهمر..!

لعل أحدهم يجترح: "ليس هناك أجمل من انهمار أبيضنا، السقوط لا يليق بأبيضنا، وإنما يليق بأبيضهم".
هل لهم أبيضهم؟ أبيضهم هو أصلا أبيضنا..!

أبيضنا أجمل من أبيضهم..!

اسامة العيسة