الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحت الثلج؛ أرى لؤلؤ الكرز

نشر بتاريخ: 26/01/2016 ( آخر تحديث: 26/01/2016 الساعة: 14:22 )

الكاتب: المتوكل طه


نشكر السماء على الغيث وضوء البرق وموال الرعد الصاخب.
***
نار الموقد المتوهجة وحش كامن في اللب تحت اللحاء، يخرج هرباً من السخونة، فتتلقّاه أحزمة اللظى وتشمله بثيابها المندلعة.
***
الجمر هو تفاح الشتاء المحرّم، بعد أن تنضجه النار، ويتوهّج.
***
أمام الموقد الحجري الكبير في غرفة القصر الكبرى، كانت تقف أمام النار كما ولدتها السماء،إلى أن ينشر الدفءُ فراءَه على الهضاب والأودية والتلال والسواحل الملساء الناعمة، وفجأة يخرج كائنٌ دخانيٌ على شاكلة رجل ويتفشّى على الجسد النبيذ، ويبدو أن ألف أفعى تفثأ سُمّها في الضلوع ، وألف مهْر يخرج من النهر، وثمة مَن يتلوّى وجعاً، ورائحة الكستناء تعمّ المكان.
***
نقطة مطر زرقاء أثارت الحيرة والأسئلة والاستغراب وبعثت الذهول في الناس ! إنها دمعة يتيم أخذتها الشمس عن وجهه في الصيف ، وثمة مطر أحمر في السماء.
***
طاب للغزال أن يأخذ عروسه على صخرة مبلّلة.. بعد فصول ؛ نبت الجوري على رخام الجبل.
***
الياسمين البلدي الفوّاح ومضة برق سقطت على الأرض.
***
قطع الخشب التي دبت فيها النار،
أين ذهبت ؟
الرماد قليل!
أين تذهب النار؟
.. إلى قلبها.
***
تخنس في حضن الأريكة ، والرجل يحرقه الثلج.
***
تنام، وغطيط الشَّهد يملأ المكان.
***
وتصعد أحلامها مثل غمام خفيف، أتبعه، فألقى نفسي في حلم آخر، يطفو فيه إيقاع قانون بعيد.
***
الدهشة بنت النصّ اللافح غير المتوقّع ، الذي لم يفطن له مخلوق، تماماً مثل لقاء القرون الأولى بهذا الزمان، عصران مفارقان مختلفان يتعانقان، ينصهران، يذوبان، ويسيلان جدولاً رقراقاً في الهواء ، ويصيح المنادي: ماء من فوقي ، ماء من تحتي، ماء عن يميني وشمالي ، ماء في دمي وماء في صوتي، وأنا عطشان
عطشان...
والليل ظمآن مثلي، يتشقّق فمه ويتخشّب لسانه وتجفّ لهاته، والمطر سخيّ ، طوفان.
***
ما الذي يكوي الروح ، ويجعلها بؤرة إشعاع ، يغمر البصيرة، ويشلع القلب من موقعه ؟
أعتقد أن السماء بجودها السخيّ قد نثرت بعض كلامها وألحانها وألوانها السريّة للبشر، فمن كان ذا حظ .. سقط من السماء شيء على حرجه.
أيتها المدينة ، اتركي شيئاً لنا.
***
هل امتلأ كشكول ثوبك بجواهر المستحيل المليحة، أم ترفّعت عنها شفقة علينا!
خذينا إذن لكنوز المفاجأة
ولا تتركي الكشكول فارغاً!
***
الجوهرة؟
طمرها الصقيع ، واختفت تحت حريرة الندْف، وعشقتها الأعماق؛ فسحبتها إلى غرغرة المياه والبراكين،
لكن النداء يقظ كعين العاشق الملهوف
وضوؤها سهم يشق الركام، ويصعد.
***
بركة ورد طائش يتهادى على مهل كأنه راكد في حلم يتماوج طرباً على صوت أغنية ريفية راقصة.
اغمسي قدميك فيها وعابثي المياه، ولملمي دوائر الماء أساور للغابة لتكمل زينتها.
***
العتمة تنهار من حولك، والضوء لحافك الوثير الذي يلف روح الشمس، ويدّخرها للحياة.
مَن يصدق أن الشمس تختنق بسنابلها، وشالها فضاءات لا تنتهي!
جرح الروح ينزّ بدمع الكمان ويترك لونه على لؤلؤ الكرز، وجرح القصيدة يتضوّع منه بخار انفجار الوردة ..
وجرحك يؤلم الكواكب.