الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل مزيد من العنصرية والفاشية

نشر بتاريخ: 31/01/2016 ( آخر تحديث: 31/01/2016 الساعة: 10:48 )

الكاتب: مصطفى ابراهيم

الأسبوع قبل الماضي دعا الرئيس محمود عباس مجموعة من الصحافيين الإسرائيليين للقاء خاص في المقاطعة، ليشكوا حاله وتعنت نتانياهو ورفضه اللقاء معه، وأكد على إستمرار السلطة في التنسيق الأمني، وحاول أن يبرأ نفسه من تهمة التحريض ضد إسرائيل وموقفه من الهبة الشعبية وتأييده للمقاومة السلمية، وكأن الصحافيين الإسرائيليين سيرحمونه ويقولوا عنه داعية سلام وشريك جيد لنتانياهو الأكثر تطرفا من الجميع.

اللقاء جاء في الوقت الذي تزداد فيه حدة المنافسة وتشتعل الحرب بين الأحزاب الإسرائيلية على كسب الجمهور الإسرائيلي اليميني والذي أصبح سمة أصيلة في إسرائيل ويتجه نحو اليمين بسرعة فائقة، ويتسابق قادة الأحزاب يمينها ووسطها وما يسمى يسارها المعتدل الذي فهم المعادلة وفي مقدمتهم زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ ويائير لابيد على تقديم براءة الذمة والولاء والطاعة لكسب اليمين ورضاه، وكسب مزيد من الجمهور اليميني.

أصبحت السمة السائدة في إسرائيل التوجه نحو العنصرية والفاشية والتحريض على الفلسطينيين، خاصة فلسطينيي الداخل واستهدافهم بسن وتشريع قوانين ضدهم، وما تبقى من يسار إسرائيلي يهودي ومؤسسات المجتمع المدني الإسرائيلي الذي ينشط ويقودها بقايا اليسار ويبدو كالمعزول، وهو يتعرض لحملات التحريض الشرسة والتشويه والتخوين، وفرض القوانين ضد منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية.
وتحاول الحكومة الإسرائيلية نزع الشرعية عنها وتشن حملة عنيفة ضدها منذ فترة من الزمن وتتهم القائمين عليها بالخونة، كما جرى من ملاحقة للناشط اليساري عيزرا ناوي، من حركة “تعايش”، الذي يواجه تهمة التسبب في وفاة فلسطيني بادعاء أنه أبلغ عائلة سمسار أراض فلسطيني بأنه أبرم صفقات مع مستوطنين.

وما تقوم به حركة “إم تيرتسو” اليمنية المتطرفة القريبة من نتانياهو، حيث شنت “إم تيرتسو” ومنظمة “عاد كان” (حتى هنا) اليمينية، قبل عدة أسابيع، حملة تحريض ضد المنظمات الحقوقية والحركات اليسارية في إسرائيل، ونشرت فيلم قصير بعنوان “مندسون”، تتهم منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والحقوقيين واليساريين هم خائنون.
وتلا هذه الحملة، حملة أخرى ضد أدباء وفنانين مسرحيين، بعنوان “مندسون في الثقافة”، بسبب علاقاتهم مع المنظمات الحقوقية، وعضويتهم في مجالس إدارة منظمة “بتسيلم” أو “ييش دين” أو “نكسر الصمت”، التي تعمل على متابعة ورصد انتهاكات حقوق الإنسان وممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

تنطلق هذه الجماعات بحملاتها من الدفاع عن جنود الجيش الإسرائيلي وضباطه المتهمون بارتكاب جرائم حرب، وان الاقتصاد الإسرائيلي مهدد بالمقاطعة من جهات تجارية ودول، وان النضال الإعلامي الإسرائيلي يواجه صعوبة بالتصدي للمنظمات المعادية لإسرائيل الذين يقودون من داخل الدولة أنشطة نزع الشرعية وحركة المقاطعة العالمية.
كل ذلك يؤكد ويؤشر إلى صعود الفاشية والنازية الجديدة كما وصفها بعض الباحثين الإسرائيليين في صفوف المجتمع الإسرائيلي حيث أثارت حملة ‘مندسون في الثقافة’ ردود فعل متفاوتة، ووصفها عضو الكنيست عن الليكود بيني بيغن، أحد رموز اليمين العقائدي، بالقول “إن البحث ووسم أشخاص وكأنهم خائنون هو مؤشر فاشي قديم وبشع وخطير”.

كان بإمكان الرئيس أن يدعو الصحافيين والمثقفين والنشطاء الإسرائيليين من اليسار والتضامن معهم والذين يظهروا معاناة الفلسطينيين وفضح جرائم الإحتلال ويحرضوا على مقاطعة الإحتلال، حيث لم يدعي أي من الصحافيين أمثال عميرة هس و جدعون ليفي وغيرهم على ندرتهم ويبرزون قضيتنا ويدافعوا عنها أكثر من بعض منا.