الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حينما وقعتْ في هستيرية خضراء

نشر بتاريخ: 04/02/2016 ( آخر تحديث: 04/02/2016 الساعة: 10:20 )

الكاتب: عطا الله شاهين

كانت تلك المرأة، تبحثُ عن طفلتها حينما فقدتها أثناء تجوالهما في غابة كثيفة ذات نهار مكفهر.. وشاهدت هناك المناظر الخلابة من الشلالات المنسابة وراحت تصورها بكل شغفٍ، ولكنها فجأة اختفت طفلتها وصارت كالمجنونة تبحث عنها خلف كل شجرة وبين الأعشاب في هستيرية رأتها خضراء..
كانتْ تلك المرأة بقدها الرائع ترتعشُ وتدمع حينما صارتْ تتعمق إلى دغل موحش ولم تفكر في أن الحيوانات يمكنها أن تهاجمها لقد سيطر عليها تفكير واحد وهو أن تجد طفلتها .. ورغم الصراخ المدوي منها إلا أن أحدا لم يرد عليها..
كانتْ تسرد للأهل بعد أن وجدت طفلتها وعادتا في ساعات المساء إلى قريتها وقالتْ: شعرت بالخوف يلبسني وأصابتني هستيرية مختلفة، لأن كل شيء أمامي كان متشابها، فالأشجار كثيرة ومتنوعة واللون الأخضر في المكان جعلني أخاف أكثر من وحشة الدغل الصامتْ والأرض هناك مفروشة بعشب أخضر طويل ومتشابك، ولكنني ظللت أفتش عنها رغم عصبيتي التي انفجرت في وسط الدغل الموحش، وفي النهاية وقعت من سيري المتعثر من على جرف صغير وسقطتُ على ظهري وسحلت حتى وصلت إلى نهر صغيرٍ وهناك وجدتُ طفلتي تلعب مع شادن صغيرة، يبدو أنها ولدتْ للتو، فصرختُ عليها بكل غضبي ومسكتُ يدها وأنبتها بأدبٍ وذهبنا إلى البيت عبر طرقٍ موحشة.. وفي الطريق سألتها لماذا لم تبق معي ورحت إلى غابة موحشة؟ فردّتْ الطفلة أردتُ أن أقلّد تلك الطفلة التي قرأتيها لي في القصة مساء أمس.. فابتسمتْ أُمّها بهستيرية هادئة وقالت لها: أنا السبب، هيا إلى البيت قبل أنْ تخيفنا العتمة هنا، ولكن في العتمة الهستيرية تهدأ بعكس جنونها من لون الأشجار..