الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تصريحات غزة وصمت رام الله ... ماذا جرى في الدوحة ؟

نشر بتاريخ: 09/02/2016 ( آخر تحديث: 09/02/2016 الساعة: 14:21 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

منذ سنوات لم تعش رام الله التفاؤل الحذر الذي تعيشه هذه الايام تجاه المصالحة مع حماس والسير نحو ترتيب كافة الامور ، ولا يخفي القادة ان هناك جهات هامة وكبيرة في حماس وقطر عملت بكل جهد من اجل انجاح هذه المحادثات وتتويجها بحكومة وحدة وطنية وانتخابات تدفن الماضي وتعيد ترتيب البيت الداخلي .
ولكن رام الله لا تزال تطلب المزيد من الضمانات والتوضيحات والاجابات حول نتائج جلسات الحوار الوطني في العاصمة القطرية ، ورغم ان اللقاء الاخير بين عزام الاحمد وموسى ابو مرزوق استمر خمس ساعات الا انه لم يكف لتذويب جبل الجليد بين الحركتين الكبيرتين على الساحة الفلسطينية .
ويتضح ان الرئيس والقيادة الفلسطينية بانتظار لقاء قريب مع عزام الاحمد للاطلال على تفاصيل الحوار ( لم يعد احد يثق بالاتصالات الهاتفية ) ولمعرفة كيف يمكن حل المعضلات التالية وبوضوح وبسرعة :
تسليم معابر قطاع غزة كلها بما فيها معبر رفح لامن الرئاسة ، لان اتفاق فتح وحماس لا يكفي لرفع الحصار عن قطاع غزة . فمصر لا يهمها اذا اتفقت حماس مع فتح داخليا اونما تريد ان تسمع من الرئيس انه لا يوجد دولة داخل دولة وان امن الرئاسة هو المسؤول عن المعابر ، وحسبما عرفت ان مصر لن تقبل بأقل من ذلك .
وتنفي مصادري ان يكون هناك اي حل جاهز لمشكلة رواتب موظفي حكومة حماس في غزة ، ويؤكدون فقط ان د. موسى ابو مرزوق طرح الأمر خلال الحوار و تم الاتفاق على نقل هذا الملف لحكومة الوحدة لتقر الحلول المتفق عليها بشانه .
اما القضايا الاخرى مثل الانتخابات ومنظمة التحرير والمجلس المركزي وهي امور متفق علها نظريا ، فانها لم تعد قضايا فلسطينية ـ وبات الطرفان يعرفان ان هناك قرارات اقليمية تسيطر وتشارك في حسمها ، ومن دون موافقة اقليمية ( الاقليم الجديد ) لا يمكن ابدا تجاوزها .
مصر والاردن والسعودية وايران وتركيا واسرائيل ، لاعبون اساسيون في اي حل لحصار القطاع والازمة الداخلية للقضية الفلسطينية ، ومهما تواضعت هذه الدول وقالت انها لا تتدخل ولن تتدخل ، الا ان فلسطين صارت وترسّخت كقضية أمن قومي وبرنامج انتخابي وشعار سياسي وتحالف دولي لها .

صمت رام الله ، يعني تدارس الامر ، وانتظار الضمانات ، وتصريحات غزة تعني القبول والدفع والحث ، وانتظار الاجابات.
اما الجبهة الداخلية الفلسطينية ، فلا تصدق كل ما يقال ... بل ما سينفذ.