الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وحدتنا تعكس إنسانيتنا

نشر بتاريخ: 12/02/2016 ( آخر تحديث: 12/02/2016 الساعة: 11:34 )

الكاتب: فادي أبو بكر

عشر سنوات مروا على الإنقسام الفلسطيني – الفلسطيني، انقسام بعثر المفردات و كسّر أضلاع الوطن، وكانت نتائجه بكل المقاييس تصب في مصلحة الإحتلال الإسرائيلي. عشر سنين تمخض عنها جيل كامل خرج إلى الحياة وهو لا يسمع سوى بالإنقسام، جيل ترعرع على كره وعداء النصف الآخر، جيل عاصر نكبة جديدة من نوعها، نكبة لا يُستخف بآثارها الممزقة لشعبنا الفلسطيني ولحقوقه المشروعة، ونتجرأ لنصفها بأنها "نكبة إنسانية" بالمعنى.

تعيش شوراعنا وقرانا ومدننا ظروفاً غير انسانية وغير طبيعية، فالواحد منا بات يكره ويعادي إبن وطنه، رفيق دربه، شريكه بالهم والألم وحتى إبن أمه وأبيه. وعدم تمرد الشارع الفلسطيني على هذا الإنقسام بالشكل المطلوب سيُفقده إنسانيته شيئاً فشيئاً، فهذه الظروف وما خلقتها من مفاهيم ومفردات غريبة عن شعبنا وعن إرثنا ستودي بنا إلى هاوية اللاانسانية، فلن نختلف بعدها لا عن داعش ولا غيرها .
الوحدة الوطنية لن تتم بإرادة الدوحة أو الرياض أو أياً كان، فالإنقسام كالأضلاع المتكسرة لا علاج لها، بل تلتئم من تلقاء نفسها، بمعنى أن الإرادة المطلوبة لإعادة اللحمة بين شطري الوطن يجب أن تكون إرادة فلسطينية خالصة.

الشهيد الرمز الاخ الرئيس ياسر عرفات كان ولازال وسيظل عنوان للوحده الوطنيه، فهو يشكل بكل ما يحمل من تاريخ وتجربه نضاليه جزء وفصل طويل من تاريخ شعبنا الصامد الأصيل.. إن إتمام الوحدة الوطنية وإنهاء ملف الانقسام سيعيد روح عرفات لتمتطي صهوة مستقبلنا الفلسطيني .. إتمام المصالحة الوطنية الشاملة والصادقة ستعيد إحياء الروح العرفاتية في أبناء أمتنا البطلة، وهذا يعني بداية مشرقة لمستقبل فلسطيني جميل بإذن الله .
يا رب تبيضوا وجوهنا يا من تحملون مفاتيح المصالحة الوطنية وتتعلموا شيئاً من معلمنا ياسر عرفات، واعلموا جيداً أن ما قمتم به منذ قيام حركتي فتح وحماس ستمحوه كتب التاريخ من صفحاتها، طالما بقيت حالة الإنقسام تتنفس أجواء وطننا. تأكدوا ان إتمامكم للوحدة الوطنية الصادقة سيجعلكم أبطالاً في عيون الشعب ولن نظفر بكل ما حلمنا به إلا بالوحدة والتكاتف.

قد أثبت الشعب الفلسطيني في مختلف المراحل والظروف أنه أصيل يُراهن عليه دوماً، وسيستقبلكم بعد عودتكم بإذن الله موحدين متكاتفين استقبال الأبطال، وسيلقون عليكم الورود والزغاريد، ويزينوكم بالأوسمة والنياشين، فقفوا عند مسؤولياتكم لأن الشعب لم يعد يقوى على تحمل المزيد من خيبات الأمل وصفعات الألم .
وحدتنا تعكس انسايتنا ..فنعم لإنتهاء الانقسام .. نعم للوحدة الوطنية .. نعم لإصلاح صورتنا في عيون الأجيال التي ولدت في أجواء الإنقسام ..نعم لصناعة مستقبل فلسطيني مشرق ..