الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة لنتنياهو تعقيبا على تصريحاته المتعلقة بعملية تل ابيب

نشر بتاريخ: 14/02/2016 ( آخر تحديث: 14/02/2016 الساعة: 19:45 )

الكاتب: ريتا خوري

رسالة إلى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو تعقيبًا على تصريحاته المتعلقة بعملية تل أبيب التي حصلت في تاريخ 1.1.16.

"وصلتُ هذا المساء لمكان جريمة القتل في شارع ديزينچوف في تل أبيب, أمس كان هنا حادث قتل مروّع بصورة لا يمكن استيعابها, شباب كل الحياة أمامهم بعمر أبنائي يحتفلون ببساطة بعيد ميلاد أحدهم قُتلوا بدم بارد.
أنا أطالب إرسال التعازي القلبية لعائلات القتلى وتمنيات الشفاء العاجل للمصابين.
إننا نصلي لسلامتهم."
هكذا استهل رئيس الحكومة الاسرائيلية اليمينية بنيامين نتانياهو حديثه عند وصوله مكان العملية يوم بعد حدوثها.
طمأن شعبه أنه سيقوم بكل الخطوات للقبض على الفاعل وشاركهم بالخطوات التي اتخذها وطلب من الجماهير اليقظة والحذر.
تابع وقال: "شرطة إسرائيل وجهاز الأمن العام يعملون بكل جد للقبض على القاتل. وصلني قبل قليل تقرير مفصل حول كل ما يقومون به. وهم يقومون بذلك بكل الوسائل وبمساعدة كل الجهات الأمنية في دولة إسرائيل. صورة القاتل نُشرت وسيتم نشر صور أخرى له. لقد قمنا بتكثيف المناطق القريبةالمتعلقة بقوى أمنية وأنا أطلب من الجمهور الحذر الشديد.
أتوقع من كل أعضاء الكنيست العرب بدون استثناء استنكار الجريمة دون تأتأة. هناك تحريض أرعن من الإسلام المتطرف في الوسط العربي - في المساجد في أجهزة التعليم وفي شبكات التواصل الإجتماعية. ونحن نعمل بحزم ضد هذا التحريض كما عملنا عندما قمنا بإخراج الشق الشمالي من الحركة الإسلامية عن القانون وكذلك حركة المرابطين. أنا لا أستطيع أن أقبل بدولتين داخل إسرائيل، دولة قانون لغالبية مواطنيها ودولة داخل دولة لقسم من المواطنين حيث لا يوجد تطبيق للقانون، حيث يوجد تحريض وحيث يوجد سلاح غير مرخص ويستعمل بكثافة في الأعراس والأفراح كما يستعمل للجريمة بشكل دائم.


هذا العصر انتهى. بنيت برنامجاً مع وزير الأمن الداخلي ومع المفتش العام للشرطة بتمويل كبير وموارد كبيرة. سنقوم بتعزيز القوى لتطبيق القانون في الوسط العربي. إسرائيل ستطبق القانون وستفرض سيطرتها في كل أجزاء الدولة - الجليل النقب المثلث وفي كل مكان. سنقيم محطات جديدة للشرطة، نجند رجال شرطة إضافيين وسندخل إلى كل البلدات ونطلب من المواطنين الولاء لقانون الدولة. لا يمكن القول &

39;. من يريد أن يكون إسرائيلياً فليكن كذلك حتى النهاية، كما في الحقوق كذلك في الواجبات، والواجب الأول إطاعة قوانين الدولة.


أنا أرى بإيجابية الإنخراط المتزايد في الجيش، في الخدمة المدنية وفي مرافق الدولة من المسيحيين والدروز والبدو في الشمال وكذلك المسلمين. وأنا أدعو كل مواطني الدولة وخاصةً المسلمين في السير بهذا الطريق: طريق الإنخراط، العيش المشترك والسلام وليس بطريق التحريض والكراهية والحقد. كلنا مواطني الدولة وجميعنا مطالبون بالحفاظ عليها وعلى قوانينها."


بنيامين نتنانياهو إسمح لي أن أعلق على بعض النقاط في خطابك:

أولًا: لا أستطيع إلاّ ان اتطرق الى اسلوبك بالتضامن مع شعبك, قدومك الى مكان العملية والقاء خطابك هناك فهذه نقطة ايجابية تحتسب لك أمام شعبك ناخبيك ومؤيديك.


نقطة ايجابية اخرى تحتسب لك هي مشاركتك لشعبك في قراراتك وخطواتك التي اتخذتها وتجنيد اموال الدولة لتتميم هذه الاهداف بدون أن يحتاج الشعب بالمطالبة واقامة الحملات وتفعيل هاشتجات كما يفعل الشعب الفلسطيني ويعاني مع "قيادته" (السُلطَة وحكومة حماس).

ثانيًا: توجهك الدائم لأعضاء الكنيست العرب ومطالبتهم بالولاء واستنكار القتل, تستطيع أن توفر هذا التعليق أو الطلب لان رئيس القائمة المشتركة واضح بهذا الشأن وقالها من قبل وكررها الان, اتمنى عليك أن تقرأ الاسطر ادناه نقلًا عن صفحة رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة ان لم تكن قد قرأتها بعد:
"مبدئيا وأخلاقيا ضد مقتل الأبرياء بأية حال.


أين كنتم ونحن نصرخ: نظّفوا القرى والمدن من السلاح؟ فقط عندما يصل القتل لليهود تبدؤون بالاستيقاظ؟
مطلب الساعة هو أننا نريد العيش بمجتمع دون سلاح! "
لن أضيف هنا أكثر لكن اتمنى عليك الاجابة والرد على مطالبه !.

ثالثًا: "لا يمكن القول أنا اسرائيلي بالحقوق وفلسطيني بالواجبات" أنا اوافقك بهذه النقطة فأنا أعتبر نفسي فلسطينية بالحقوق وفلسطينية بالواجبات.
لا داعي لأنكر أصلي وجذوري لكي أعلن وأثبت ولائي للدولة.


اعترافي وفخري بجذوري لا يعتبر تهديدًا لا لأمن الدولة ولا يعتبر عداءً لها-هذا فقط واقع مجرّد.


أتى الوقت ان تفهموا وتستوعبوا أنّ تعريف العربي في اسرائيل لنفسه كفلسطيني لا ينصبه عدوًا للدولة...وطبعًا انتم لا تنكرون ان هذه البلاد كان يسكنها فلسطينيون من بينهم أجدادنا الذين هجرتموهم وهدمتم بيوتهم وسكنتم مكانهم, نحن أبناء وأحفاد هؤلاء الفلسطينيين لهذا لن نخجل بأصلنا ولا داعي لأن نخفيه.


أما من ناحية واجبات وحقوق أنا اعتبر نفسي أقوم بجميع واجباتي لهذه الدولة بحدود أخلاقي الشخصية, منصاعة لقوانينها ولا أشكل تهديدًا لأمن الدولة وكونكم دولة احتلت أرض أجدادنا فأنتم ملزمون فينا-وبناء على ذلك حقوق جميع المواطنون يجب ان تكون متساوية.


لا داعي لأتبث دائمًا انني عربية جيدة, أنا كذلك لاني انسانة تربت على مبادئ وأخلاق ولست بحاجة لأتملّق لحكومتكم وشعبكم لأتسلق المناصب واطالب بأبسط حقوقي فأنا انسان مؤمن بقدراته وحقي اّخذه ولا يعطيني اياه أحد.

رابعًا:بالنسبة لتذكيرك الدائم لنا بأننا دولة قانون, أشكرك على ذلك لكن دعني هذه المرة كعربية بهذه الدولة أن أذكرك وأذكر وزراء حكومتك بأننا دولة قانون, على ما يبدو أنكم بحاجة لمن يذكركم بقوانين الدولة ودعني أضع بين يديك بعض المفارقات بتعامل الدولة مع اليهود والعرب:


1) تسطيعون أن تسيطروا على اليهودي عند قيامه بعملية وكلنا نتذكّر الارهابي الذي طعن وقتل فتاة يهودية في مسيرة المثليين مع هذا فالشرطة الاسرائيلية لم تطلق رصاصة واحدة وتمت السيطرة على الارهابي وتقدمته للمحاكمة بموجب القوانين.


بينما يكفي للعربي أن يضع يده في جيبه أو أن يرفع بنطاله على الحاجز ليصبح خبرًا مؤلمًا, ستقول لي هنا انه تم رصد الكثير من محاولات الطعن وانا اقول لك نعم صحيح ولكن لقد تم أيضًا رصد إطلاق النار والاعدامات الميدانية للعرب في كاميراتكم بعد تجريدهم من سكينهم وتم قتلهم رغم أنهم لم يشكلوا حينها تهديدًا على حياة الشرطة.


2) سياسة هدم البيوت فحكومتكم تتعامل
مع اليهودي حسب قانون الأساس الذي بموجبه يجب الحفاظ على الملكية:يُحظَر المس بملكية إنسان فلم يهدم منزل اي يهودي قام بقتل عربي.
أما مع العربي فتتعاملون حسب أنظمة الطوارئ وتهدمون له منزله مع العلم أن هذا اصلاً يتنافى مع قوانين دولية مثل: اتفاقية جنيف الرابعة, المادة 33 الذي بموجبها "لا يجوز معاقبة اي شخص محمي عن مخالفة لم يقترفها هو شخصيًا.


تحظر العقوبات الجماعية وبالمثل جميع تدابير التهديد او الارهاب.
السلب محظور.
تحظر تدابير الاقتصاص من الاشخاص المحميين وممتلكاتهم."
3) سياسة احتجاز الجثامين التي تتنافى مع قانون اساس الدولة:
الحفاظ على الحياة والجسد والكرامة: 2. يحظر المس بحياة أو بجسد أو بكرامة الإنسان لكونه إنسانًا.
الدفاع عن الحياة والجسد والكرامة: 4. من حقّ كل إنسان الدفاع عن حياته وجسده وكرامته.


4)أين القانون يا سيدي عندما أشاهد تقريرًا في نشرة الاخبار وبه تصورون يهودية في القدس التي تقول انها مسلحة بسكينتين في سيارتها وترفعهم أمام الكاميرا وتتفاخر بهم..أين القانون؟ ماذا لو قالها أو فعلها عربي؟ اليس هذا سبب كافيًا لديكم لاعدامه ماذا تريد مني كعربية ان اشعر بعد مشاهدة هذا التقرير؟
بالمختصر في كثير من ألاحيان قوانين الدولة تطبّق على اليهود أما نحن كعرب فنعاني من أنظمة الطوارئ.
اتمنى عليك وعلى وزرائك ان تتذكروا ان هذه الدولة دولة قانون مع العرب أيضًا.

خامسًا: بالنسبة للتجنيد, اشكرك لاهتمامك بإندماجنا بالدولة أنا شخصيًا كنت افتقد دائمًا لهذه التجربة وكنت احسد العرب في الدول العربية المجاورة على ولائهم وتحمسهم لخدمة وطنهم وخاصة السوريون منهم ولكن الوضع هنا مختلف وانا أرفض ان أتجند ودعني استعمل نفس جملة رئيس القائمة المشتركة للإستنكار الذي طلبته: "فأنا مبدئيا وأخلاقيا ضد مقتل الأبرياء بأية حال", وانت ذكيٌ بما فيه الكفاية لتفهم قصدي.


وهنا اريد ان انوّه بأن هذا ليس موقفي وحدي بل هناك يهود بهذه الدولة يرفضون فكرة التجنيد واخرهم تَئير كمينر من تل أبيب التي دخلت الى السجن لأنها ترفض أن تخدم في الجيش الإسرائيلي لأنه جيش احتلال.


أتمنى أن أكون قد أوصَلت موقفي وأفكاري بطريقة صحيحة وواضحة ولا تتنافى مع مفهومكم لقوانين الدولة.
وشكرًا.