الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المعلم والاتحاد والحكومة

نشر بتاريخ: 17/02/2016 ( آخر تحديث: 17/02/2016 الساعة: 10:04 )

الكاتب: بهاء رحال

لا يختلف اثنان ان تطور أي مجتمع يبدأ من نقطة تطور العملية التعليمية التي تعتمد بالأساس على المعلم ومن ثم يأتي المنهاج التربوي وغيرها من عوامل مساعدة هدفها التقدم العام لإحداث النهضة العلمية التي تتطلع اليها الشعوب والتي تؤدي في النهاية الى حتمية الازدهار والتقدم في شتى المجالات ، وهنا في فلسطين وكباقي دول العالم الثالث النامية لا يزال المعلم يسعى لتحقيق مطالبه الحياتية العادلة التي لا يختلف عليها اثنان ، وهي مطالب عادلة يتفق عليها الكل بما فيها الحكومة التي تحاول ان تقدم ما امكن في ظل ظرف استثنائي تعيشه الاراضي الفلسطينية وعجز متواصل في الخزينة التي لا تقوى على رفع الاجور والرواتب ، 

وليس هذا ما أود الكتابة عنه ، بل سأكتب عن حالة التفكك التي اصابت جسم المعلمين وهذا تجلى في الايام القليلة الماضية عبر تشتت الافكار والمواقف والتي ادت الى فوضى في الخطوات وشكلت حالة من الانفصام بين صفوف المعلمين ، هذا القطاع الذي يعتبر من اهم القطاعات الحيوية المتماسكة ، كما وظل اتحاد المعلمين موحداً خارج جغرافيا الانقسام وعبثية المواقف بل ظل منذ نشأته صاحب وجهة وطنية خالصة وهوية فلسطينية تهدف الى بناء تعليم نموذجي في فلسطين الى جانب الحفاظ على هيبة وحق المعلم ورفع مكانته وتمكينه من التقدم لتقديم الافضل دائما من اجل تطوير العملية التعليمية برمتها ، هذا الاتحاد الذي ظل رافعة عبر عقود من الزمن ولم تثنيه اجراءات الاحتلال القمعية التي كانت تمارس في السابق ولم تنتزع شرعيته أي جهة كانت ، وقد ظل قوياً متماسكاً يعمل بكل جهد متفاني لوحدة هذا الجسم الكبير قدراً وقدرةً وعدداً ومكانة ، لكن المخيف جداً في هذه الاوقات ان يصاب هذا الجسم بمرض الانقسام في المواقف وان تدخل اليه الفتن فيصير عرضه الى التراجع وهذا ما يقلقنا جميعاً ، وهذا ما يجعلنا ان نكتب لا من اجل الانتقاد بل من اجل تماسك المعلمين داخل اطار الاتحاد وان لا تطفو الخلافات على السطح وان لا تكون في وسائل الاعلام ، بل ان تحل الاشكالات داخل المؤسسات المعنية الخاصة وداخل الافرع الخاصة بالاتحاد وان لا تكون خارجه ، خاصة ونحن نعرف ان اطراف عديدة هدفها زعزة وحدة هذا الجسم النقابي الرائد والفاعل دوماً .

وفي ذات الاطار فلا احد ضد انصاف المعلم ، بل ان الكل الفلسطيني مع انصاف من تقع على عاتقه تربية وتعليم الاجيال ، ومن يتحمل عبء ومسؤولية النهوض بالعملية التعليمية وتطويرها ، ومن يدفع سنوات عمره لأجل بناء جيل متعلم واعي وقادر على البناء ، خاصة ونحن نعلم كم يعاني في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها وفقر الحال وضعف الرواتب التي يتلقاها وتدفع له مقابل حجم نفقات عال وكبير وظروف معيشة صعبة ونحن نعلم ايضاً ان هذه الرواتب لا تفي احياناً من الحد الادنى لمتطلبات العيش ، وهذا ما يجعلنا دائما ان ننحاز الى جهة المعلم وان نقف الى جانبه في اطار الدفاع عن حقوقه التي يجب على الحكومة توفيرها وتأمينها بالشكل المطلوب .