الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

لا أُحِبُّ أنْ أرى رام الله هادئة

نشر بتاريخ: 21/02/2016 ( آخر تحديث: 21/02/2016 الساعة: 09:55 )

الكاتب: عطا الله شاهين

تعوّدتُ على صخبِها مُنذُ صغري، وحينما أُولجُ إلى شوارعها وأراها هادئة أتضايق، وكأنّني لا أعرفُها، وأخرجُ سريعاً منها، وأذهب إلى أطرافها، وأتساءل ما سرّ هدوئها؟ أجلس في حاكورة مهملة، وأقولُ في ذاتي: هلْ هذه رام الله التي قبل لحظاتٍ رأيتُها هادئة بكُلّ صمتٍ؟ ..

 فأعودُ بعد برهةٍ من الزّمن إلى مركزها وأتحسّسُ جسدها المُثقل مِنْ بناياتها الكثيرة، فأرى الهُدوء هناك مرة أُخرى، فأتسلّلُ خلسةً وأسيرُ صوب منزلي منزعجا.. فهي هكذا مدينة ضجرة، لا يليق بها الهدوء.

أحاولُ النوم في ساعةٍ متأخرة، لكنْ لمْ يأتني النّوم، لأنّ تفكيري ظلَّ منشغلاً في مدينةٍ أُحبُّها، ولكنّني اليوم وجدتُها على غير عادتها بلا صخب، وبلا حركة، وكأن شيئا ما أصابها.. 

في الصّباحِ أذهب ككل يوم إليها، وعلى أطرافها أرى الصّخب عاد إليها، أسرّ وأولج فيها، وهناك استمتع من ضجيجها، لأنَّني أُحبُّها هكذا صاخبة، أكره أنْ أراها هادئة، فهي بهدوئِها تجعلُني أعيشُ في ضجرٍ..