نشر بتاريخ: 21/02/2016 ( آخر تحديث: 21/02/2016 الساعة: 11:01 )
الكاتب: بهاء رحال
1
الحمامات تطير في البعيد ،
لكنك تراها
كما ترى الجميلة صورة حبيبها
الغائب عن صلوات المكان ...
هي في مكانها العالي ،
تحلق ربيعاً
يشع من ثناياه مجازفة الحب ،
في بصيرة الجميلة ، حيث ترى
ما وراء الكلام مفتوح
أمام رؤياها ...
2
الحمامات تلتقط رزقها ،
تملأ أمعاءها الخاوية بالندى ،
تلفظ أنفاسها العاشقة وتطير
بين سحابتين ،
تحلق في سماء الكنيسة ،
فوق نجمة الحياة تسكن ، كي
تحرس نشيدها في التراتيل المقدسة
وعزف المؤمنين ...
3
الحمامات تغني ، في صفير الفرح
لحناً يحلق عند نافذة الكنيسة
ويطير أعلى من سطح المكان ،
يرتفع ليطل على نبوءة تعيد رسم
آية في الانجيل ...
4
الحمامات تجمع الحب
في أسراب كأساطير تسافر
في يد الحظ ...
تهاجر بحثاً عن قمح التلال
وعن رزق يدور في فلك
يشاكس حظها فتهاجر،
كما تهاجر الجميلات من بلاد
تضيق بها فسحة العيش
بلا أمل ...
5
الحمامات تضطرب ،
في الحرب لا حمام يطير ،
ولا يحط على سور الكنيسة ،
ولا ينام في المدينة ،
فقد هاجر مع هواء الغياب ،
وقد ترك صورته الأولى
مرخية على سطح لوحة ،
الوانها من شبح الذكريات ...
6
الحمامات حرة في فضاء حر ،
أو محاصر ... لا يهم ،
فهي الوحيدة التي لا تسري عليها
قوانين الذئاب في الأرض المقدسة ،
حرة من هذا الجدار ،
وهذا الحصار ،
وحرة من وجع الاحتلال ...
7
الحمامات تجس صوت
المؤمنين ، فتهبط لتسمع
عزف النشيد في القلوب الباكية ،
وتجيب صلاة المعذبين ،
اذ قالوا ليس هذا الحزن خاص ،
بل عام ،
وهذا الحزن شكل البلاد ،
رسم هوية في الولادة وطريق
الماضي الى المستقبل الحر ...
8
الحمامات تهاجر ، تغيب
ثم تعود كي لا يموت الحب
على سور الكنيسة