نشر بتاريخ: 21/02/2016 ( آخر تحديث: 21/02/2016 الساعة: 12:19 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
خلال 20 اسبوعا فقط ، قامت حكومة اسرائيل اليمينة بتسهيل شروط حمل السلاح على اليهود ( اليهود فقط ) ما تسبب في نشر 400 الف قطعة سلاح بين يدي المستوطنين وسكان المدن والكيبوتسات ، وفيما كانت اسرائيل تستورد شحنات المسدسات والبنادق الالية ونص الالية كل عدة اسابيع مرة ، من شركات السلاح في الولايات المتحدة الامريكية وصل الامر حد طلب شحنات السلاح كل يوم لمجاراة حمى البيع .
محامون ، وموظفو محاسبة في شركات الهاي تيك ، وأطباء اسنان ، وربات منازل، وموظفات وراقصات ومعلمو مدارس وحتى العاطلين عن العمل هرعوا الى متاجر السلاح لتلقي التدريبات اللازمة لحمل السلاح . وهي تدريبات لا تستغرق أكثر من عدة ساعات في مضمار الرمي ثم يدفع مبالغ لا ستهان بها تصل الى عدة الاف من الدولارات ويحصل على مسدس اوتوماتيكي او بندقية .
والجديد أن معظم من سارع لاقتناء السلاح لم يتلق تدريبات عسكرية من قبل لان معظهم مهاجرين من اوروبا وامريكا وهناك لا تفرض الدول على السكان التجنيد الاجباري ، ما يشكل خطرا حقيقيا على أمن المجتمع وامكانية انتقال هذه الاسلحة الى العالم السفلي بكل سهولة ، او الى استخدامها بشكل مفرط ضد العرب في مناطق ساخنة مثل الخليل وبيت لحم ومناطق المستوطنات حيث تؤكد الابحاث الامنية ان اعضاء التنظيم الارهابي اليهودي لا ينقصهم السلاح ، وبرخصة من الحكومة الاسرائيلية .
فالحكومة الاسرائيلية وبتشريع من البرلمان اليميني المتطرف شرّعت حمل السلاح لكل العسكريين والاحتياط برتبة ملازم فما فوق ، الى جانب السماح لجميع المستوطنين في الضفة الغربية بحمل الاسلحة الاوتوماتيكية ، يضاف اليهم قائمة لا تنتهي من الحرس وحراس النوادي والتجار ، ولكن العصابات والمنظمات الارهابية هي المستفيد الاول من كل هذه الفوضى التي حوّلت المجتمع الاسرائيلي اليهودي الى مجتمع حربي ومسلح ومشبع بالأحقاد الايديولوجية والمفاهيم العنصرية .
وبالتزامن مع كل هذا لا تتورع اسرائيل في مصادرة اسلحة العرب حتى لو كانت مرخصة ، ولا يستثنى من ذلك سلاح اجهزة الامن الفلسطينية ، وبعيدا عن الاعلام تقوم اسرائيل بمصادرة بنادق ومسدسات عناصر اجهزة الامن في القرى ومناطق جيم وباء وحتى الف كلما ضبطت ايا منها .
امّا اليهود الذين لم يحملوا السلاح بعد فانهم يحملون العصي الكهربائية الصاعقة والبلطات والاسلحة الحادة ورشاشات الفلفل وهو امر مثبت بالتقارير ومؤكد بالارقام ، ليصبح لدينا بالمجموع النهائي اكثر من مليون ونصف قطعة سلاح منثورة بيد اليهود مقابل العرب المجردين من السلاح ( باستثناء 20 الف قطعة سلاح لا يوجد ذخيرة لها ) . كما ان الذخيرة متوفرة في اسرائيل بالاسواق الرسمية والسوق السوداء بشكل هائل وتتكدس مخازن العالم السفلي بجميع انواع الذخيرة وتشمل المتفجرات والصواريخ وحتى الطائرات من دون طيار .
ولو ان الرئيس الفلسطيني اعطى أمرا حربيا لاجهزة الامن الفلسطينية ، لقتال اسرائيل وما تملكه من عشرين الف قطعة سلاح القتال فان الذخيرة المتوفرة مع اجهزة الامن الفلسطيني لا تكفي للدفاع عن المقاطعة ست ساعات فقط . ما يؤسس لمناخ قابل لارتكاب المذابح والجرائم تماما كما فعلت حكومة الاحتلال البريطاني باجدادنا بعد عام 1936 وصولا الى المذابح التي وقعت عام 1947-1948 .
نظريا وعمليا ان اجهزة الامن الفلسطينية غير قادرة على حماية الشعب الفلسطيني ، كما ان الفصائل الفلسطينية المسلحة غير قادرة على حماية مدينة واحدة ولا تملك سوى اسلوب اضرب واهرب .
الشعب الفلسطيني بحاجة لحماية دولية فورا . قبل ان يرتكب المستوطنون والارهابيون اليهود مذابح اخرى ضد شعب الارض المحتلة .